جدول المحتويات
ما هي دول شنغن في الاتحاد الأوروبي؟ فهم منطقة السفر الحرة
تُعد منطقة شنغن واحدة من أبرز الإنجازات التي حققها الاتحاد الأوروبي، فهي تمثل تجسيدًا حيًا لحرية الحركة والتنقل بين الدول الأعضاء. ببساطة، يمكن تعريف دول شنغن بأنها مجموعة من الدول الأوروبية التي ألغت جوازات السفر والضوابط الحدودية الداخلية فيما بينها، مما يسمح للمسافرين بالتنقل بحرية داخل هذه المنطقة كما لو كانوا يسافرون داخل بلد واحد. هذا الإلغاء للحدود لا يقتصر على المواطنين الأوروبيين فحسب، بل يمتد ليشمل أيضًا مواطني الدول من خارج الاتحاد الأوروبي الذين يحملون تأشيرة شنغن صالحة.
نشأة اتفاقية شنغن وتطورها
لم تولد منطقة شنغن في يوم وليلة، بل كانت نتاجًا لعملية تدريجية بدأت باتفاقية تم توقيعها في بلدة شنغن الصغيرة في لوكسمبورغ في 14 يونيو 1985. في البداية، كانت الاتفاقية تضم خمس دول فقط: فرنسا، ألمانيا، بلجيكا، هولندا، ولوكسمبورغ. الهدف الأساسي كان تبسيط إجراءات السفر وإزالة الحواجز أمام حركة الأشخاص والبضائع.
بعد سنوات من التطبيق التجريبي، تم دمج اتفاقية شنغن في إطار قانون الاتحاد الأوروبي بموجب معاهدة أمستردام في عام 1997. هذا الدمج منح اتفاقية شنغن طابعًا قانونيًا ملزمًا وجعلها جزءًا لا يتجزأ من التشريعات الأوروبية. منذ ذلك الحين، توسعت منطقة شنغن بشكل كبير لتشمل معظم الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى بعض الدول غير الأعضاء.
الدول الأعضاء في منطقة شنغن: قائمة شاملة
تضم منطقة شنغن حاليًا 27 دولة، منها 23 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي واثنتان من الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي (آيسلندا والنرويج وسويسرا وليختنشتاين). من المهم الإشارة إلى أن بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لا تزال خارج منطقة شنغن، مثل بلغاريا ورومانيا وقبرص، وذلك لأسباب تتعلق ببعض المتطلبات التي لم تستوفها بالكامل بعد، بينما تم رفع الضوابط الداخلية الجوية والبحرية لبلغاريا ورومانيا في مارس 2024، ولا يزال العمل جاريًا على رفع الضوابط البرية.
إليكم قائمة بالدول الأعضاء في منطقة شنغن:
الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي داخل منطقة شنغن:
* **النمسا**
* **بلجيكا**
* **كرواتيا** (انضمت مؤخرًا في 1 يناير 2023)
* **جمهورية التشيك**
* **الدنمارك**
* **إستونيا**
* **فنلندا**
* **فرنسا**
* **ألمانيا**
* **اليونان**
* **المجر**
* **إيطاليا**
* **لاتفيا**
* **ليتوانيا**
* **لوكسمبورغ**
* **مالطا**
* **هولندا**
* **بولندا**
* **البرتغال**
* **سلوفاكيا**
* **سلوفينيا**
* **إسبانيا**
* **السويد**
الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي داخل منطقة شنغن:
* **آيسلندا**
* **النرويج**
* **سويسرا**
* **ليختنشتاين**
كيف تعمل منطقة شنغن؟ إلغاء الحدود الداخلية وتعميق التعاون
يكمن جوهر منطقة شنغن في إلغاء الرقابة على الحدود الداخلية، مما يعني أن المسافرين يمكنهم عبور الحدود بين الدول الأعضاء دون الحاجة إلى إبراز جوازات السفر أو الخضوع لفحوصات أمنية تقليدية. هذا الإلغاء يسهل بشكل كبير حركة السياح ورجال الأعمال والعمال.
ومع ذلك، فإن إلغاء الحدود الداخلية لم يأتِ على حساب الأمن. بل على العكس، فقد تطلب الأمر تعزيز التعاون الأمني بين الدول الأعضاء. يتم ذلك من خلال:
* **توحيد سياسات التأشيرات:** توجد سياسة تأشيرات موحدة لدخول منطقة شنغن، حيث تصدر تأشيرة شنغن واحدة تسمح لحاملها بالدخول والإقامة في جميع الدول الأعضاء لمدة تصل إلى 90 يومًا خلال فترة 180 يومًا.
* **نظام معلومات شنغن (SIS):** يعد نظام معلومات شنغن قاعدة بيانات مركزية تشاركها جميع الدول الأعضاء، وتحتوي على معلومات حول الأشخاص المطلوبين أو المفقودين، والأشياء المسروقة، والمركبات، بالإضافة إلى تحذيرات بعدم الدخول.
* **تعزيز التعاون الشرطي والجمركي:** تعمل السلطات الشرطية والجمركية في الدول الأعضاء بشكل وثيق لتبادل المعلومات والخبرات، وتنفيذ عمليات مشتركة لمكافحة الجريمة والإرهاب والهجرة غير الشرعية.
فوائد منطقة شنغن
تقدم منطقة شنغن فوائد جمة للمواطنين والدول على حد سواء:
* **للمسافرين:** تسهيل كبير في السفر، وتوفير الوقت والمال، وإمكانية استكشاف وجهات متعددة دون عناء الحدود.
* **للاقتصاد:** تعزيز التجارة والسياحة والاستثمار، وتشجيع حركة العمالة، مما يساهم في النمو الاقتصادي.
* **للتكامل الأوروبي:** تعميق الشعور بالهوية الأوروبية المشتركة وتعزيز الروابط بين الشعوب.
التحديات والقيود
على الرغم من نجاحها، تواجه منطقة شنغن بعض التحديات. أبرزها هو إدارة الحدود الخارجية للمنطقة بشكل فعال، خاصة في ظل التحديات الأمنية والهجرة. في بعض الأحيان، قد تقوم بعض الدول الأعضاء بإعادة فرض الرقابة على الحدود الداخلية بشكل مؤقت في ظروف استثنائية، مثل خلال الأحداث الكبرى أو عند وجود تهديدات أمنية.
خاتمة
تظل منطقة شنغن نموذجًا فريدًا من نوعه للتعاون الدولي، حيث ألغت الحواجز الجغرافية وفتحت الأبواب أمام حركة أسهل وأكثر سلاسة بين عدد كبير من الدول الأوروبية. إنها ليست مجرد منطقة سفر، بل هي رمز للوحدة والتعاون الذي يسعى الاتحاد الأوروبي لتحقيقه.
