كثرة النوم للحامل في الشهر الثامن

كتبت بواسطة نجلاء
نشرت بتاريخ : الخميس 6 نوفمبر 2025 - 1:17 مساءً

كثرة النوم في الشهر الثامن من الحمل: علامة طبيعية أم تستدعي القلق؟

يُعد الشهر الثامن من الحمل مرحلة حاسمة ومليئة بالتغيرات الجسدية والعاطفية للمرأة. ومع اقتراب موعد الولادة، غالبًا ما تلاحظ الحامل زيادة ملحوظة في حاجتها للنوم، وهو أمر قد يثير بعض التساؤلات حول طبيعته وما إذا كان طبيعيًا أم مؤشرًا على مشكلة صحية. في هذا المقال، سنتعمق في أسباب كثرة النوم في الشهر الثامن، وكيفية التعامل معها، وما هي العلامات التي تستدعي استشارة الطبيب.

لماذا تزداد الحاجة للنوم في الشهر الثامن؟

تتضاعف الأسباب الكامنة وراء شعور الحامل بالإرهاق والرغبة الشديدة في النوم خلال الثلث الأخير من الحمل، وتحديدًا في الشهر الثامن. يمكن تلخيص هذه الأسباب في النقاط التالية:

  • التغيرات الهرمونية المتسارعة: خلال هذه المرحلة، تستمر مستويات هرمونات الحمل، وخاصة البروجسترون، في الارتفاع. يلعب البروجسترون دورًا هامًا في تنظيم دورة النوم، وغالبًا ما يسبب الشعور بالنعاس والإرهاق.
  • الضغط البدني المتزايد: مع نمو الجنين وزيادة وزن الرحم، يزداد الضغط على جسم الحامل. يؤثر هذا الضغط على الجهاز الهضمي، والجهاز التنفسي، والجهاز العضلي الهيكلي، مما يتطلب من الجسم بذل مجهود إضافي للطاقة، وينتج عنه الشعور بالتعب والحاجة للراحة.
  • اضطرابات النوم الليلية: على الرغم من زيادة الحاجة للنوم، إلا أن النوم الليلي للحامل في الشهر الثامن غالبًا ما يكون متقطعًا وغير مريح. قد تعاني الحامل من صعوبة في إيجاد وضعية نوم مريحة بسبب كبر حجم البطن، أو تشعر بالضيق عند الاستلقاء على الظهر. بالإضافة إلى ذلك، قد تواجه أعراضًا مثل حرقة المعدة، والتبول المتكرر، وآلام الظهر، وتشنجات الساقين، والتي تساهم جميعها في تقطع النوم.
  • متطلبات نمو الجنين: يحتاج الجنين في الشهر الثامن إلى كمية كبيرة من الطاقة والمغذيات لدعم نموه وتطوره السريع. يقوم جسم الأم بتوجيه جزء كبير من طاقته لدعم هذه العملية، مما قد يؤدي إلى شعورها بالإرهاق.
  • الاستعداد للولادة: يعتقد بعض الخبراء أن زيادة النوم في المراحل المتأخرة من الحمل قد تكون آلية طبيعية من الجسم للاستعداد للطاقة الهائلة التي ستحتاجها الأم أثناء عملية الولادة ورعاية المولود الجديد.

التعامل مع كثرة النوم: استراتيجيات للحفاظ على الراحة

إن الشعور بالنعاس المفرط في الشهر الثامن هو أمر طبيعي في معظم الحالات، ولكن هناك بعض الاستراتيجيات التي يمكن للحامل اتباعها لضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة وتحسين جودة نومها:

أهمية قيلولات النهار

لا تترددي في أخذ قيلولات قصيرة خلال النهار. حتى قيلولة لمدة 20-30 دقيقة يمكن أن تحدث فرقًا كبيرًا في مستوى طاقتك وتقليل الشعور بالإرهاق. حاولي أن تجعلي هذه القيلولات في وقت مبكر من اليوم لتجنب التأثير على نومك الليلي.

تحسين بيئة النوم

* وضعيات النوم المريحة: يُنصح بالنوم على الجانب الأيسر، حيث يساعد ذلك على تحسين تدفق الدم إلى المشيمة والجنين، وتقليل الضغط على الكبد. استخدمي الوسائد الداعمة، مثل وسادة الحمل، لدعم بطنك وظهري وركبتيك.
* التحكم في درجة حرارة الغرفة: تأكدي من أن غرفة نومك باردة ومظلمة وجيدة التهوية.
* تقليل المنبهات: تجنبي الكافيين والوجبات الثقيلة قبل النوم. قللي من استخدام الأجهزة الإلكترونية التي تبعث ضوءًا أزرق قد يؤثر على إنتاج الميلاتونين، هرمون النوم.

الاستماع إلى جسدك

أهم نصيحة هي الاستماع إلى جسدك. إذا شعرتِ بالحاجة إلى النوم، فخذي قسطًا من الراحة. لا تضغطي على نفسك للقيام بالعديد من الأنشطة إذا كنت تشعرين بالإرهاق.

التغذية السليمة والترطيب

اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يوفر لجسمك الطاقة اللازمة. شرب كميات كافية من الماء طوال اليوم يساعد في منع الجفاف الذي يمكن أن يفاقم الشعور بالتعب.

ممارسة الرياضة الخفيفة

قد يبدو الأمر غريبًا، لكن ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة والمنتظمة، مثل المشي أو اليوجا المخصصة للحوامل، يمكن أن تساعد في تحسين جودة النوم وتقليل الشعور بالإرهاق بشكل عام. استشيري طبيبك قبل البدء بأي برنامج رياضي.

متى يجب استشارة الطبيب؟

في حين أن كثرة النوم في الشهر الثامن غالبًا ما تكون طبيعية، إلا أن هناك بعض العلامات التي قد تستدعي استشارة طبية فورية لضمان سلامتك وسلامة الجنين. يجب عليكِ التحدث مع طبيبك إذا لاحظتِ أيًا من الأعراض التالية بالإضافة إلى الشعور المفرط بالنعاس:

  • تغيرات مفاجئة في مستويات الطاقة: إذا كنتِ تشعرين بإرهاق شديد ومفاجئ لم يكن موجودًا من قبل، خاصة إذا كان مصحوبًا بأعراض أخرى.
  • النزيف المهبلي: أي نزيف مهبلي، مهما كان خفيفًا، يجب الإبلاغ عنه فورًا.
  • تسرب السائل الأمنيوسي: إذا لاحظتِ تسربًا للسائل الأمنيوسي (الماء الذي يحيط بالجنين)، فقد تكون علامة على المخاض المبكر.
  • آلام شديدة أو مستمرة: مثل آلام البطن الشديدة، أو تقلصات قوية ومتكررة، أو آلام في الظهر لا تخف.
  • تورم مفاجئ في الوجه أو اليدين أو القدمين: قد يكون هذا علامة على تسمم الحمل (ارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل).
  • قلة حركة الجنين: إذا لاحظتِ انخفاضًا ملحوظًا في حركة الجنين، فهذه علامة مهمة يجب عدم تجاهلها.
  • صداع شديد ومستمر: خاصة إذا كان مصحوبًا بتغيرات في الرؤية.

خاتمة

في الشهر الثامن من الحمل، يصبح الجسم في حالة تأهب قصوى، واستجابة لذلك، تزداد حاجة الأم للراحة والنوم. إن فهم الأسباب الكامنة وراء هذا الشعور، وتبني استراتيجيات فعالة للتعامل معه، والاستماع جيدًا لجسدك، والتشاور مع طبيبك عند الضرورة، كلها عوامل تساهم في مرور هذه المرحلة الحاسمة بسلام وصحة لكِ ولجنينك.

اترك التعليق