قصة غريبة في عالمك

كتبت بواسطة احمد
نشرت بتاريخ : الخميس 6 نوفمبر 2025 - 12:30 مساءً

صدى الأثير: قصة اختفاء غامض في مدينة الأضواء الخافتة

في زوايا عالمنا التي لا يمسها ضوء الشمس دائمًا، حيث تتعايش العجائب مع المألوف، تكمن قصص لا تُصدق، كهذه القصة التي بدأت في مدينة “إيثريا”، المدينة التي اشتهرت بأضوائها المتلألئة التي كانت تُقال إنها تنبض بالحياة، لكنها في هذه الليلة بالذات، بدت وكأنها حبست أنفاسها. بدأت القصة مع اختفاء “إلياس”، عالم فيزياء شاب ذو شغف لا ينتهي بالظواهر الكونية، والذي كان يعمل على مشروع غامض يُعرف بـ “صدى الأثير”.

بداية الظاهرة: اهتزازات غير مفسرة

لم يكن اختفاء إلياس مجرد حدث عادي. ففي الليالي التي سبقت اختفاءه، لاحظ سكان إيثريا ظاهرة غريبة: اهتزازات خافتة لكنها محسوسة، بدأت تنتشر في المدينة. لم تكن زلازل، فالأجهزة الرسمية أكدت ذلك. كانت أشبه بنبضات عميقة، تُسمع أكثر مما تُحس، وتُخلف وراءها شعورًا غريبًا بالوحدة والفراغ. بدأ إلياس، في معمله الخاص المليء بالأجهزة المعقدة والرسوم البيانية المبعثرة، يربط هذه الاهتزازات بنظرياته حول “صدى الأثير”، وهي موجات افتراضية كان يعتقد أنها تنبعث من قلب الكون، تحمل معلومات عن أحداث كونية بعيدة، أو ربما… شيء أكثر قربًا.

تداعيات المشروع: عزلة إلياس وشغفه المحموم

كان إلياس قد انغمس تمامًا في مشروعه، منعزلاً عن العالم الخارجي، متجاهلاً التحذيرات بشأن سلامته. كان يؤمن بأنه على وشك اكتشاف شيء سيغير فهم البشرية للواقع. كانت زوجته، “ليلى”، تحاول جاهدة التواصل معه، لكنه كان دائمًا ما يجد أعذارًا للتغيب عن وجبات العشاء أو اللقاءات العائلية. كانت كلماته الأخيرة لها، قبل أن يختفي، تتسم بالارتباك والذهول: “لقد وجدتها يا ليلى، إنها ليست مجرد موجات، إنها… اتصال.”

اليوم الموعود: اختفاء بلا أثر

في مساء يوم معين، عندما بلغت الاهتزازات ذروتها، اختفى إلياس. لم يترك أثراً، لا رسالة، لا دليل. اختفى من معمله، ومن مدينته، وكأن الأرض ابتلعته. بدأت الشرطة تحقيقاً شاملاً، لكنهم لم يجدوا أي دليل على جريمة أو اختطاف. كان الأمر أكثر غرابة من ذلك بكثير. بدأت التكهنات تنتشر كالنار في الهشيم، من مؤامرات حكومية إلى تدخلات خارقة للطبيعة.

رحلة ليلى في البحث عن الحقيقة

لم تستسلم ليلى. مدفوعة بالحب والقلق، بدأت رحلتها الخاصة لكشف لغز اختفاء زوجها. بدأت تبحث في أوراق إلياس، وتتحدث مع زملائه، وتستكشف معمله الذي أصبح الآن مسرح جريمة غامض. اكتشفت أنها لم تكن تعرف سوى القليل عن طبيعة عمل إلياس الحقيقية، وأن “صدى الأثير” لم يكن مجرد نظرية، بل كان شيئاً كان يعمل على تحقيقه عملياً.

اكتشافات مذهلة: بوابة بين الأكوان؟

بين الأوراق القديمة والرسوم المعقدة، وجدت ليلى ملاحظات إلياس الأخيرة. كان يتحدث عن “نقطة التقاء”، وهي لحظة تتلاقى فيها الاهتزازات الأثيرية لتفتح “نافذة” مؤقتة إلى بُعد آخر. كان يعتقد أن هذه النافذة هي ما يحدث في إيثريا، وأن إلياس قد وجد طريقة للدخول إليها. كان الأمر يبدو جنونياً، لكن التفاصيل التي وجدتها، والرسوم البيانية التي كانت تشير إلى طاقة هائلة، جعلتها تفكر جدياً في هذا الاحتمال.

العودة إلى الأثير: هل عاد إلياس؟

بعد أسابيع من البحث المحموم، وفي ليلة هادئة، عادت الاهتزازات الخافتة إلى إيثريا، لكن هذه المرة كانت مصحوبة بوميض أزرق خافت في سماء المدينة. شعرت ليلى بشيء يجذبها إلى معمل إلياس. هناك، وجدت جهازاً غريباً، كان إلياس قد بناه سراً، يطلق طاقة متقطعة. وبينما كانت تقف أمامه، شعرت بشيء يتغير في الهواء، ورأت خيالاً باهتاً يظهر أمامها، خيال إلياس، لكنه لم يكن هو تماماً. بدا وكأنه يمر عبر حاجز غير مرئي، يبتسم ابتسامة غريبة، ثم اختفى مرة أخرى، تاركاً وراءه صدى ضوء أزرق لا يمكن تفسيره.

الخاتمة الغامضة: ما وراء الإدراك

لم يُعرف مصير إلياس أبداً على وجه اليقين. هل ذهب إلى عالم آخر؟ هل أصبح جزءاً من الأثير الذي كان يسعى لدراسته؟ ظلت قصة إلياس ولغز اختفائه لغزاً محيراً في إيثريا، تذكيرًا دائمًا بأن عالمنا قد يكون أوسع وأكثر غرابة مما نتخيل، وأن هناك أصداءً كونية قد تحمل في طياتها قصصًا لا يمكن لعقولنا البشرية استيعابها بالكامل.

الأكثر بحث حول "قصة غريبة في عالمك"

اترك التعليق