اسباب الحكة عند الحامل في الشهر السادس

كتبت بواسطة ابراهيم
نشرت بتاريخ : الخميس 6 نوفمبر 2025 - 7:33 صباحًا

الحكة في الشهر السادس من الحمل: فهم الأسباب والتعامل معها

يُعدّ الشهر السادس من الحمل مرحلة حاسمة ومليئة بالتغيرات الجسدية والنفسية للمرأة. مع نمو الجنين بشكل ملحوظ، تبدأ الأم في الشعور بآثار هذا النمو على جسدها. ومن بين هذه الآثار، قد تظهر الحكة كعرض شائع ومزعج، خاصة في هذه الفترة. فما هي الأسباب الكامنة وراء هذه الحكة المزعجة، وكيف يمكن للحامل التعامل معها بفعالية؟

التمدد الطبيعي للجلد: السبب الأكثر شيوعاً

مع تزايد حجم البطن في الشهر السادس، يتعرض الجلد لتمدد كبير وسريع. هذا التمدد يؤدي إلى تكسر ألياف الكولاجين والإيلاستين الموجودة في طبقات الجلد العميقة، مما يسبب جفافاً وتهيجاً، وبالتالي الشعور بالحكة. عادة ما تتركز هذه الحكة في منطقة البطن، ولكنها قد تمتد إلى مناطق أخرى مثل الصدر والفخذين.

علامات التمدد (Stretch Marks) والحكة المصاحبة

تُعتبر علامات التمدد، أو “خطوط الحمل”، من الظواهر المتوقعة خلال الحمل، خاصة في الأشهر الأخيرة. ومع بدء تكون هذه العلامات، قد تصاحبها حكة شديدة. يعود السبب في ذلك إلى الالتهاب الطفيف الذي يحدث في الجلد نتيجة لتمزق الألياف. لون هذه العلامات يتغير من الأحمر أو البنفسجي إلى الوردي أو البني، وغالباً ما تكون الحكة أكثر وضوحاً في المراحل المبكرة لظهورها.

التغيرات الهرمونية ودورها في الحكة

لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي تلعبه الهرمونات أثناء الحمل. الارتفاع المستمر في مستويات هرمونات مثل الإستروجين والبروجسترون يمكن أن يؤثر على وظائف الجلد ويجعله أكثر حساسية. هذه التغيرات الهرمونية قد تزيد من احتمالية حدوث جفاف في الجلد، مما يؤدي إلى الشعور بالحكة. كما أن بعض الحوامل قد يصبحن أكثر عرضة لتفاعلات تحسسية تجاه بعض العوامل البيئية أو المنتجات التي كن يتعاملن معها سابقاً دون مشاكل.

الطفح الجلدي المصاحب للحمل (Pruritic Urticarial Papules and Plaques of Pregnancy – PUPPP)

على الرغم من أن هذا الطفح الجلدي غالباً ما يظهر في الثلث الأخير من الحمل، إلا أن بعض الحالات قد تبدأ مبكراً في الشهر السادس. يتميز PUPPP بظهور بقع حمراء مرتفعة ومثيرة للحكة، غالباً ما تبدأ على البطن وتمتد إلى الأطراف. سبب هذا الطفح غير مفهوم تماماً، لكن يُعتقد أن له علاقة بالتغيرات الهرمونية والتمدد الجلدي.

ارتفاع حمض الصفراء (Cholestasis of Pregnancy)

يُعتبر ارتفاع حمض الصفراء، أو الركود الصفراوي الحملي، سبباً خطيراً للحكة أثناء الحمل، وهو أمر يجب الانتباه إليه بشدة. يحدث هذا الاضطراب عندما تواجه الكبد صعوبة في معالجة الصفراء، وهي سائل هضمي ينتجه الكبد. تتراكم الصفراء في مجرى الدم، مما يؤدي إلى حكة شديدة، غالباً ما تكون في راحتي اليدين وباطن القدمين، وقد تتفاقم ليلاً.

أعراض الركود الصفراوي الحملي

تتميز الحكة الناتجة عن الركود الصفراوي بأنها شديدة جداً، وتزداد سوءاً مع تقدم الحمل. قد تصاحبها أعراض أخرى مثل اصفرار الجلد والعينين (اليرقان)، وفقدان الشهية، والغثيان، والبول الداكن. من الضروري استشارة الطبيب فوراً إذا ظهرت هذه الأعراض، لأن الركود الصفراوي قد يشكل خطراً على الجنين.

الحساسية تجاه منتجات العناية بالبشرة أو الملابس

قد تصبح بشرة الحامل أكثر حساسية خلال فترة الحمل، مما يجعلها تتفاعل بشكل مختلف مع المنتجات التي كانت تستخدمها سابقاً. بعض المكونات الموجودة في مستحضرات التجميل، أو الصابون، أو حتى بعض أنواع الأقمشة، قد تسبب تهيجاً وحكة.

نصائح لاختيار منتجات العناية بالبشرة

من الأفضل للحامل خلال هذه الفترة اختيار منتجات عناية بالبشرة خالية من العطور والكحول والمواد الكيميائية القاسية. يفضل استخدام المستحضرات المرطبة والمصنوعة من مكونات طبيعية مثل زبدة الشيا أو زيت جوز الهند.

تغيرات الدورة الدموية وزيادة تدفق الدم

مع تقدم الحمل، يزداد تدفق الدم في الجسم بشكل كبير لدعم نمو الجنين. هذا التغير في الدورة الدموية قد يؤثر على الجلد ويجعله أكثر سخونة وتهيجاً، مما قد يؤدي إلى الشعور بالحكة.

نصائح عملية للتعامل مع الحكة في الشهر السادس

* **الترطيب المستمر:** استخدام مرطبات لطيفة وخالية من العطور بانتظام، خاصة بعد الاستحمام، يساعد في الحفاظ على رطوبة الجلد وتقليل الجفاف المسبب للحكة.
* **الاستحمام بماء فاتر:** تجنب استخدام الماء الساخن عند الاستحمام، حيث يمكن أن يجفف الجلد ويزيد من الحكة. الماء الفاتر هو الخيار الأفضل.
* **ارتداء ملابس فضفاضة:** اختيار ملابس فضفاضة مصنوعة من أقمشة طبيعية مثل القطن يساعد على تهوية الجلد ويقلل من الاحتكاك والتهيج.
* **تجنب المواد المسببة للحساسية:** الانتباه إلى أي منتجات أو مواد قد تسبب تهيجاً للبشرة وتجنبها.
* **الكمادات الباردة:** وضع كمادات باردة على المناطق المصابة بالحكة يمكن أن يوفر راحة مؤقتة.
* **استشارة الطبيب:** في حال كانت الحكة شديدة، أو مصحوبة بطفح جلدي، أو أعراض أخرى مقلقة، يجب استشارة الطبيب فوراً لتحديد السبب ووصف العلاج المناسب. قد يصف الطبيب كريمات مهدئة أو مضادات الهيستامين الآمنة للحمل، أو يطلب إجراء فحوصات للتأكد من عدم وجود حالة طبية خطيرة مثل الركود الصفراوي.

يُعدّ فهم أسباب الحكة في الشهر السادس من الحمل خطوة أساسية نحو التعامل معها بفعالية. من خلال اتباع النصائح الصحيحة واستشارة الطبيب عند الحاجة، يمكن للحامل تخفيف هذا الانزعاج والاستمتاع بفترة حمل مريحة قدر الإمكان.

الأكثر بحث حول "اسباب الحكة عند الحامل في الشهر السادس"

اترك التعليق