متى يجب عمل اختبار الحمل بعد الاجهاض

كتبت بواسطة هناء
نشرت بتاريخ : الجمعة 7 نوفمبر 2025 - 6:00 مساءً

متى يجب عمل اختبار الحمل بعد الإجهاض؟ فهم التوقيت والضرورة

يمثل الإجهاض تجربة نفسية وجسدية معقدة تمر بها المرأة، وقد يثير العديد من التساؤلات حول مرحلة ما بعد فقدان الحمل. من بين هذه التساؤلات، يبرز سؤال هام يتعلق بتوقيت إجراء اختبار الحمل بعد الإجهاض. هل هو ضروري؟ ومتى يصبح هذا الاختبار دليلاً موثوقًا؟ إن فهم هذه الجوانب يساعد المرأة على تجاوز هذه الفترة بحكمة ووعي، ويضمن متابعة صحتها بشكل فعال.

لماذا نحتاج لاختبار الحمل بعد الإجهاض؟

بعد مرور تجربة الإجهاض، سواء كان تلقائيًا أو تم طبيًا، تظل هناك بقايا لهرمون الحمل (hCG) في جسم المرأة. هذا الهرمون هو الذي تكشف عنه اختبارات الحمل المنزلية أو المعملية. وجود هذا الهرمون لا يعني بالضرورة استمرار الحمل، بل يشير إلى أن الجسم لا يزال يتخلص من آثاره. لذلك، يصبح اختبار الحمل أداة مهمة لعدة أسباب:

  • التأكد من اكتمال الإجهاض: في بعض الحالات، قد لا يكتمل الإجهاض بشكل كامل، وتبقى بعض الأنسجة من الحمل في الرحم. يساعد اختبار الحمل، إلى جانب الفحوصات الأخرى، في تحديد ما إذا كانت هناك حاجة لتدخل طبي إضافي.
  • مراقبة عودة الخصوبة: مع انخفاض مستويات هرمون الحمل، تبدأ الدورة الشهرية في العودة تدريجيًا. يعد انخفاض مستوى الهرمون مؤشرًا على أن الجسم يتعافى ويستعد لاستعادة خصوبته.
  • طمأنة نفسية: قد تشعر المرأة بالقلق والتوتر حول ما إذا كانت قد تعافت تمامًا. يساعد اختبار الحمل السلبي في توفير شعور بالراحة والطمأنينة بأن الحمل قد انتهى بالفعل.
  • تشخيص الحمل خارج الرحم المتأخر: في حالات نادرة جدًا، قد لا يتم اكتشاف حمل خارج الرحم بشكل كامل، وقد تستمر مستويات هرمون الحمل في الارتفاع ببطء. اختبار الحمل المتتابع يمكن أن يساعد في اكتشاف هذه الحالات.

متى يجب البدء بإجراء اختبار الحمل؟

لا يوجد موعد واحد يناسب الجميع لإجراء اختبار الحمل بعد الإجهاض، فالأمر يعتمد على عدة عوامل، أهمها نوع الإجهاض والبروتوكول الطبي المتبع.

بعد الإجهاض التلقائي

في حالة الإجهاض التلقائي، والذي يحدث دون تدخل طبي، فإن الفترة الزمنية التي يبقى فيها هرمون الحمل مرتفعًا تختلف من امرأة لأخرى. بشكل عام، يمكن توقع الآتي:

  • الأسبوع الأول إلى الثاني: في معظم الحالات، تبدأ مستويات هرمون الحمل في الانخفاض بسرعة خلال الأسبوع الأول أو الثاني بعد الإجهاض. قد تظل الاختبارات المنزلية إيجابية خلال هذه الفترة، ولكنها ستتحول تدريجيًا إلى سلبية.
  • الانتظار حتى عودة الدورة الشهرية: يوصي العديد من الأطباء بالانتظار حتى عودة الدورة الشهرية الأولى بعد الإجهاض قبل إجراء اختبار الحمل. هذا يمنح الجسم وقتًا كافيًا للتعافي تمامًا، ويضمن أن أي نتيجة إيجابية ستكون بسبب حمل جديد، وليس بقايا هرمون الحمل.
  • اختبارات متتابعة: إذا كان هناك قلق بشأن اكتمال الإجهاض، فقد يطلب الطبيب إجراء اختبارات حمل متتابعة على فترات زمنية محددة (عادة كل 48-72 ساعة). هذا يساعد على تتبع انخفاض مستويات هرمون الحمل. انخفاض المستوى بنسبة 50% كل يومين يعد مؤشرًا جيدًا على اكتمال الإجهاض.

بعد الإجهاض الطبي (عن طريق الأدوية)

عند استخدام الأدوية لإنهاء الحمل، فإن عملية التخلص من هرمون الحمل قد تكون مختلفة قليلاً.

  • فترة التخلص من الهرمون: قد يستغرق هرمون الحمل وقتًا أطول ليختفي تمامًا من الجسم مقارنة بالإجهاض التلقائي في بعض الحالات.
  • المتابعة الطبية ضرورية: عادة ما يحدد الطبيب موعدًا للمتابعة بعد أسبوع إلى أسبوعين من تناول الأدوية. خلال هذه المتابعة، قد يتم إجراء فحص بالموجات فوق الصوتية للتأكد من خلو الرحم من الأنسجة المتبقية.
  • اختبار الحمل: قد يطلب الطبيب إجراء اختبار حمل بعد مرور فترة زمنية معينة، غالبًا ما تكون بعد انتهاء النزيف أو بعد عودة الدورة الشهرية، للتأكد من أن مستويات هرمون الحمل قد عادت إلى الصفر.

بعد الإجهاض الجراحي (كحت الرحم)

إذا تم إجراء عملية جراحية مثل كحت الرحم، فإن الجسم يتخلص من أنسجة الحمل بسرعة أكبر.

  • الانخفاض السريع للهرمون: في هذه الحالة، تنخفض مستويات هرمون الحمل بشكل أسرع مقارنة بالإجهاض التلقائي أو الطبي.
  • الاختبار بعد فترة قصيرة: قد يكون من الممكن إجراء اختبار حمل بعد أسبوع إلى عشرة أيام من الإجراء الجراحي، وغالبًا ما تكون النتيجة سلبية. ومع ذلك، فإن الطبيب هو من يحدد التوقيت المناسب لإجراء الاختبار بناءً على حالة المريضة.

علامات تستدعي إجراء اختبار حمل عاجل

في بعض الظروف، قد يكون من الضروري إجراء اختبار حمل حتى قبل الموعد المحدد، أو استشارة الطبيب فورًا. تشمل هذه العلامات:

  • استمرار النزيف الشديد: إذا استمر النزيف بغزارة لأكثر من أسبوعين، أو إذا كان مصحوبًا بآلام شديدة، فقد يشير ذلك إلى بقاء أنسجة من الحمل.
  • علامات الحمل المستمرة: إذا استمرت علامات الحمل مثل الغثيان وتورم الثديين لفترة طويلة بعد الإجهاض، فقد يكون من المفيد إجراء اختبار.
  • الشعور بعدم الراحة أو وجود إفرازات غير طبيعية: أي ألم مستمر في البطن، أو حمى، أو إفرازات ذات رائحة كريهة، تتطلب عناية طبية فورية، وقد يشمل ذلك إجراء اختبار حمل.
  • القلق النفسي الشديد: إذا كان القلق بشأن استمرار الحمل يؤثر سلبًا على الصحة النفسية للمرأة، فإن إجراء اختبار بعد استشارة الطبيب يمكن أن يساعد في تخفيف هذا القلق.

كيفية قراءة نتائج اختبار الحمل بعد الإجهاض

تتطلب قراءة نتائج اختبار الحمل بعد الإجهاض فهمًا دقيقًا.

  • اختبار إيجابي: إذا كان الاختبار لا يزال إيجابيًا، فهذا يعني أن مستويات هرمون الحمل لا تزال مرتفعة. كما ذكرنا، هذا ليس بالضرورة علامة على استمرار الحمل، ولكنه يتطلب متابعة طبية. سيقوم الطبيب بتقييم الوضع، وقد يطلب فحوصات إضافية مثل الموجات فوق الصوتية أو اختبارات هرمون الحمل المتتابعة.
  • اختبار سلبي: إذا كان الاختبار سلبيًا، فهذا يعني أن مستويات هرمون الحمل قد انخفضت إلى مستوى لا يمكن اكتشافه بواسطة الاختبار. هذا مؤشر جيد على أن الجسم يتعافى، ولكن من المهم دائمًا استشارة الطبيب لتأكيد ذلك.

نصائح مهمة للمرأة بعد الإجهاض

بالإضافة إلى توقيت اختبار الحمل، هناك جوانب أخرى هامة للعناية بالصحة بعد الإجهاض:

  • الراحة الجسدية والنفسية: امنحي جسمك وقتًا كافيًا للتعافي. حاولي الحصول على قسط كافٍ من النوم وتجنبي الأنشطة المجهدة.
  • التغذية السليمة: اهتمي بتناول غذاء صحي ومتوازن لدعم عملية الشفاء.
  • الدعم النفسي: لا تترددي في طلب الدعم من الشريك، العائلة، الأصدقاء، أو حتى المختصين النفسيين. التحدث عن مشاعرك يمكن أن يكون مفيدًا جدًا.
  • متابعة الطبيب: التزام بالمواعيد الطبية المحددة، ولا تترددي في طرح أي أسئلة أو مخاوف لديك على طبيبك.

في الختام، يعد اختبار الحمل بعد الإجهاض أداة مساعدة مهمة، ولكنه ليس دائمًا العلامة الوحيدة التي يعتمد عليها. التوقيت الأمثل لإجرائه يعتمد على الظروف الفردية، ويجب دائمًا استشارة الطبيب لتحديد أفضل مسار للعناية بالصحة خلال هذه الفترة الحساسة.

الأكثر بحث حول "متى يجب عمل اختبار الحمل بعد الاجهاض"

اترك التعليق