جدول المحتويات
- فهم آلية تأثير حبوب منع الحمل على الوزن
- احتباس السوائل
- الاستجابة للهرمونات
- التغيرات في الشهية
- التأثير على استقلاب الجلوكوز
- أنواع حبوب منع الحمل وعلاقتها بزيادة الوزن
- حبوب منع الحمل المركبة (الجيل القديم)
- حبوب منع الحمل ذات الجرعة المنخفضة (الجيل الحديث)
- حبوب منع الحمل المركزة على البروجستين (Minipills)
- العوامل الأخرى التي يجب مراعاتها
- التغيرات في نمط الحياة
- السن
- ماذا تفعلين إذا كنتِ قلقة بشأن زيادة الوزن؟
- استشيري طبيبك
- حافظي على نظام غذائي صحي
- مارسي الرياضة بانتظام
- شرب كميات كافية من الماء
- تتبع وزنك
- خاتمة
تُعد حبوب منع الحمل من الوسائل الشائعة والفعالة في تنظيم النسل، وتلجأ إليها ملايين النساء حول العالم. وعلى الرغم من فوائدها المتعددة في التحكم في الإنجاب، إلا أنها قد تثير قلق بعض المستخدمات بشأن آثارها الجانبية المحتملة، ومن أبرز هذه الآثار التي تشغل بال الكثيرات هو تأثيرها على الوزن. تتساءل العديد من النساء: ما هي حبوب منع الحمل التي تزيد الوزن؟ وهذا التساؤل يحمل في طياته قلقاً مشروعاً يتعلق بالصحة الجمالية العامة.
في الواقع، العلاقة بين حبوب منع الحمل وزيادة الوزن ليست واضحة ومباشرة دائماً، وتختلف استجابة جسم كل امرأة لهذه الوسائل. فبينما تشعر قلة من النساء بتغير ملحوظ في أوزانهن، لا تلاحظ أخريات أي فرق على الإطلاق. الأمر الأكثر أهمية هو فهم الآليات المحتملة لهذا التأثير، والتمييز بين حبوب منع الحمل التي قد يكون لها هذا التأثير، وتلك التي لا ترتبط به بشكل كبير.
فهم آلية تأثير حبوب منع الحمل على الوزن
لا تزال الأبحاث العلمية مستمرة لفهم العلاقة الدقيقة بين حبوب منع الحمل وزيادة الوزن. ومع ذلك، هناك عدة آليات مقترحة قد تفسر لماذا تعاني بعض النساء من زيادة في الوزن أثناء استخدام هذه الحبوب:
احتباس السوائل
أحد الأسباب الرئيسية التي قد تساهم في زيادة الوزن عند استخدام بعض أنواع حبوب منع الحمل هو احتباس السوائل. تحتوي هذه الحبوب، خاصة القديمة منها، على جرعات أعلى نسبياً من هرمون الإستروجين. يمكن للإستروجين أن يؤثر على مستويات الصوديوم في الجسم، مما يؤدي إلى احتباس كميات إضافية من الماء. هذا الاحتباس لا يعني زيادة حقيقية في الدهون، بل هو زيادة مؤقتة في وزن الماء، وغالباً ما يكون هذا التأثير ملحوظاً في بداية استخدام الحبوب أو عند تغير نوعها.
الاستجابة للهرمونات
حبوب منع الحمل تحتوي على هرمونات صناعية تشبه هرمونات الجسم الطبيعية، وهي البروجستين والإستروجين. هذه الهرمونات يمكن أن تؤثر على استقلاب الجسم، الهرمونات، والشهية.
تأثير البروجستين
تختلف أنواع البروجستين المستخدمة في حبوب منع الحمل. بعض أنواع البروجستين، خاصة التي لها خصائص أندروجينية (شبيهة بهرمونات الذكورة)، قد تزيد من الشهية أو تؤثر على توزيع الدهون في الجسم، مما يؤدي إلى تراكمها في مناطق معينة مثل البطن والأرداف. في المقابل، هناك أنواع حديثة من البروجستين تم تطويرها لتقليل هذه الآثار الجانبية.
تأثير الإستروجين
كما ذكرنا، يمكن للإستروجين أن يساهم في احتباس السوائل، وهو ما قد يفسر الشعور بالانتفاخ وزيادة الوزن المؤقتة. ومع ذلك، الجرعات الحديثة من الإستروجين في حبوب منع الحمل غالبًا ما تكون أقل، مما يقلل من احتمالية حدوث هذا التأثير.
التغيرات في الشهية
بعض النساء يبلغن عن زيادة في الرغبة بتناول الطعام أثناء استخدام حبوب منع الحمل. هذا التأثير قد يكون مرتبطًا بالتغيرات الهرمونية التي تحدثها الحبوب، أو قد يكون مجرد تأثير نفسي أو وهمي. إذا زادت الشهية بالفعل، فإن تناول سعرات حرارية أكثر من اللازم دون زيادة في النشاط البدني سيؤدي حتماً إلى زيادة الوزن.
التأثير على استقلاب الجلوكوز
هناك بعض الدراسات التي تشير إلى أن بعض أنواع حبوب منع الحمل قد تؤثر على طريقة تعامل الجسم مع الجلوكوز، وهي طريقة لتخزين الطاقة. هذا التأثير قد يكون دقيقاً جداً وغير ملحوظ لدى معظم النساء، ولكنه قد يساهم في زيادة الوزن لدى قلة منهن على المدى الطويل.
أنواع حبوب منع الحمل وعلاقتها بزيادة الوزن
ليس كل حبوب منع الحمل متساوية، والتكنولوجيا الطبية تتطور باستمرار لتقليل الآثار الجانبية. التقليديون غالباً ما يربطون زيادة الوزن بـ الجيل القديم من حبوب منع الحمل.
حبوب منع الحمل المركبة (الجيل القديم)
هذه الحبوب تحتوي على مزيج من الإستروجين والبروجستين. الأنواع القديمة من هذه الحبوب كانت تحتوي على جرعات أعلى من الهرمونات، خاصة الإستروجين. هذه الجرعات العالية كانت أكثر ارتباطًا بتأثيرات مثل احتباس السوائل وزيادة الوزن.
حبوب منع الحمل ذات الجرعة المنخفضة (الجيل الحديث)
مع تطور علم الصيدلة، أصبحت حبوب منع الحمل الحديثة تحتوي على جرعات أقل بكثير من الإستروجين والبروجستين. هذا الانخفاض في الجرعات قلل بشكل كبير من احتمالية حدوث الآثار الجانبية، بما في ذلك زيادة الوزن.
حبوب منع الحمل أحادية الطور (Monophasic)
هذه الأقراص تحتوي على مستوى ثابت من الهرمونات طوال الشهر. غالبًا ما تكون هذه الأقراص ذات جرعة منخفضة، مما يعني أنها أقل احتمالاً أن تسبب زيادة في الوزن.
حبوب منع الحمل ثنائية أو متعددة الأطوار (Bi- or Multiphasic)
هذه الأقراص تحاكي التغيرات الهرمونية الطبيعية في دورة المرأة الشهرية، حيث تختلف جرعة الهرمونات خلال الشهر. تميل هذه التركيبات إلى أن تكون فعالة وآمنة، ولا ترتبط بشكل كبير بزيادة الوزن.
حبوب منع الحمل المركزة على البروجستين (Minipills)
تُستخدم هذه الحبوب في الغالب من قبل النساء اللواتي لا يستطعن استخدام الإستروجين. وهي تحتوي على نوع واحد فقط من الهرمونات – البروجستين. بعض أنواع البروجستين الشائعة فيها قد تكون لها علاقة أفضل أو أسوأ بزيادة الوزن، اعتمادًا على تركيبتها.
اللوليبيرستال (Drospirenone)
يُعتبر البروجستين دروسبيرينون (Drospirenone) أحد الأنواع التي قد يكون لها تأثير مفيد على احتباس السوائل، بل قد يساعد بعض النساء على تقليله. قد تجد بعض النساء أن حبوب منع الحمل التي تعتمد على دروسبيرينون تساهم حتى في فقدان بعض الوزن الزائد المرتبط بالماء، مقارنة بأنواع أخرى.
أنواع أخرى من البروجستين
هناك أنواع أخرى من البروجستين مثل ليونورجيستريل (Levonorgestrel) و نوريثيستيرون (Norethindrone). العلاقة بين هذه الأنواع وزيادة الوزن قد تختلف، ولكن بشكل عام، يتم تقييم الحبوب بناءً على تركيبتها الهرمونية الكاملة.
العوامل الأخرى التي يجب مراعاتها
من المهم جدًا التأكيد على أن زيادة الوزن ليست دائمًا نتيجة مباشرة وجبرية لحبوب منع الحمل. هناك عوامل أخرى تلعب دورًا كبيرًا:
التغيرات في نمط الحياة
غالبًا ما تتزامن بداية استخدام حبوب منع الحمل مع فترات تغير في حياة المرأة، مثل الانتقال إلى وظيفة جديدة، أو التخرج، أو الزواج، أو بدء مرحلة جديدة. هذه التغييرات قد تؤدي إلى تغيرات في النظام الغذائي، وزيادة في عوامل التوتر، أو انخفاض في النشاط البدني. هذه العوامل مجتمعة يمكن أن تسبب زيادة الوزن بغض النظر عن تناول حبوب منع الحمل.
السن
مع التقدم في العمر، يميل معدل الأيض الأساسي إلى التباطؤ بشكل طبيعي. إذا لم يتم تعديل النظام الغذائي ومستوى النشاط البدني مع التغيرات العمرية، فقد تحدث زيادة في الوزن.
ماذا تفعلين إذا كنتِ قلقة بشأن زيادة الوزن؟
إذا كنتِ قلقة بشأن تأثير حبوب منع الحمل على وزنك، أو لاحظتِ أي زيادة غير مرغوبة، فإليكِ بعض النصائح:
استشيري طبيبك
هذه هي الخطوة الأولى والأهم. تحدثي بصراحة مع طبيبك أو أخصائي أمراض النساء عن مخاوفك. سيقوم طبيبك بتقييم حالتك الصحية، وتاريخك الطبي، ونوع حبوب منع الحمل التي تتناولينها. قد يقترح عليكِ:
تغيير نوع حبوب منع الحمل: قد يكون نوع مختلف من حبوب منع الحمل، بتركيبة هرمونية مغايرة أو جرعة أقل، مناسباً لكِ ويقلل من احتمالية زيادة الوزن.
تجربة وسيلة منع حمل أخرى: هناك العديد من وسائل منع الحمل الأخرى المتاحة، مثل اللولب الرحمي، أو الغرسات، أو لصقات منع الحمل، أو الحلقات المهبلية. قد تكون هذه الوسائل أكثر ملاءمة لكِ.
حافظي على نظام غذائي صحي
التركيز على نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات والبروتينات الخالية من الدهون والكربوهيدرات المعقدة. قللي من الأطعمة المصنعة، والسكريات المضافة، الدهون المشبعة.
مارسي الرياضة بانتظام
النشاط البدني المنتظم ليس مفيدًا فقط للحفاظ على الوزن، بل له فوائد صحية كبيرة وعامة. حاولي ممارسة التمارين الهوائية، وتمارين القوة، وتمارين المرونة.
شرب كميات كافية من الماء
شرب الماء يساعد في الحفاظ على رطب الجسم، وقد يساعد في الحد من الشعور بالجوع، كما أنه ضروري لعمليات الأيض الصحية.
تتبع وزنك
قومي بوزن نفسك بانتظام (على سبيل المثال، مرة واحدة في الأسبوع في نفس الوقت من اليوم) لتتبع أي تغيرات. هذا سيساعدك أنت وطبيبك على تحديد ما إذا كانت هناك زيادة في الوزن بالفعل وما إذا كانت مرتبطة بالحبوب.
خاتمة
في الختام، العلاقة بين حبوب منع الحمل وزيادة الوزن ليست حتمية أو عالمية. في حين أن بعض النساء قد يختبرن زيادة طفيفة في الوزن، غالباً ما تكون مرتبطة باحتباس السوائل بسبب التركيبات الهرمونية القديمة، فإن حبوب منع الحمل الحديثة ذات الجرعات المنخفضة تعتبر آمنة جداً فيما يتعلق بالوزن لدى الغالبية العظمى من المستخدمات. الأهم هو إجراء محادثة صريحة مع طبيبك، وتبني نمط حياة صحي، والتحلي بالوعي بجسمك. إذا كنتِ قلقة، فإن الخيارات المتاحة واسعة ومتنوعة، والحل الأمثل يكمن في اختيار وسيلة منع الحمل التي تناسب احتياجاتك الصحية وظروفك الشخصية.
