جدول المحتويات
فضل صلاة الوتر والشفع وكيفية أدائهما
تُعد صلاة الوتر والشفع من الصلوات المستحبة والمحبوبة عند الله تعالى، وهي من السنن المؤكدة التي حافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم، وحث عليها أمته. يتساءل الكثيرون عن كيفية أدائهما، وعن فضلهما العظيم، وما إذا كانتا جزءًا من صلاة قيام الليل أم صلاة مستقلة. في هذا المقال، سنتناول بشيء من التفصيل فضل هاتين الصلاتين، وكيفية أدائهما، مع توضيح العلاقة بينهما وبين قيام الليل.
أهمية وفضل صلاة الوتر والشفع
لصلاة الوتر والشفع مكانة عظيمة في الإسلام، وقد وردت في فضلهما أحاديث كثيرة تبين حرص النبي صلى الله عليه وسلم عليهما. يُنظر إلى صلاة الوتر على أنها ختام لقيام الليل، وبمثابة “ختم” للعبادات، فهي تجبر ما قد يكون قد حصل من نقص في صلوات النهار أو الليل.
فضل صلاة الوتر:
* **وِتْرُ اللهِ تعالى:** يُروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله زادكم صلاة، وهي خير لكم من حمر النعم، وهي الوتر”. وهذا يدل على عظم فضلها وأنها زيادة من الله تعالى لهذه الأمة.
* **ختام الليل:** النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بها، فقال: “اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً”. فمن صلى قيام الليل ثم لم يوتر، فقد فاته هذا الفضل العظيم.
* **دعاء مستجاب:** يُعتقد أن الدعاء في صلاة الوتر مستجاب، خاصة إذا دعا المصلي بدعاء القنوت.
* **سبب لمغفرة الذنوب:** قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة الوتر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه”. (هذا الحديث وإن كان يتحدث عن قيام رمضان، إلا أنه يدل على فضل قيام ليالي الوتر).
فضل صلاة الشفع:
صلاة الشفع هي مقدمة لصلاة الوتر. والشفع هو الزوج، والوتر هو الفرد. ولذلك، فإن صلاة الشفع تكون بركعتين، ثم تُتبع بصلاة الوتر التي تكون بركعة واحدة. وفضلها مستمد من فضل صلاة الليل عمومًا، ومن كونها تمهيدًا لأفضل صلاة وهي الوتر.
كيفية صلاة الوتر والشفع
تختلف كيفية أداء صلاة الوتر والشفع في عدد الركعات.
كيفية صلاة الشفع:
تُصلى صلاة الشفع بركعتين، على هيئة صلاة النافلة المعتادة. يُقرأ في كل ركعة الفاتحة وسورة، ثم يجلس المصلي للتشهد بعد الركعة الثانية، ويسلم. لا يوجد في صلاة الشفع تشهد أوسط، بل تشهد أخير وتسليم.
كيفية صلاة الوتر:
صلاة الوتر تكون بركعة واحدة، وهي الأفضل عند جمهور الفقهاء. ويمكن أن تُصلى بثلاث ركعات، أو بخمس، أو بسبع، أو بتسع، مع التشهد في كل ركعتين أو في الأخيرة حسب كيفية العدد.
أداء الوتر بركعة واحدة:
* يصلي المصلي ركعتين (وهي صلاة الشفع) ثم يجلس للتشهد ويسلم.
* ثم يقوم يصلي ركعة واحدة، يقرأ فيها الفاتحة وسورة، ويقرأ فيها دعاء القنوت إن أراد، ثم يجلس للتشهد ويسلم.
أداء الوتر بثلاث ركعات:
* يمكن للمصلي أن يصلي ثلاث ركعات متصلة: يصلي ركعتين، يجلس للتشهد ويسلم، ثم يقوم يصلي ركعة واحدة، ويجلس للتشهد ويسلم.
* أو يمكن أن يصلي ثلاث ركعات متصلة بتشهد واحد في الأخيرة: يصلي ركعتين، ثم يقوم يصلي الركعة الثالثة، يجلس للتشهد ويسلم.
أداء الوتر بخمس ركعات:
* يصلي المصلي خمس ركعات متصلة، يجلس للتشهد في الركعة الرابعة، ثم يقوم يصلي الركعة الخامسة، ويجلس للتشهد ويسلم.
أداء الوتر بسبع ركعات:
* يصلي المصلي سبع ركعات، يجلس للتشهد في الركعة السادسة، ثم يقوم يصلي الركعة السابعة، ويجلس للتشهد ويسلم.
أداء الوتر بتسع ركعات:
* يصلي المصلي ثماني ركعات، يجلس للتشهد في الركعة السابعة، ثم يقوم يصلي الركعة الثامنة، يجلس للتشهد ويسلم.
* ثم يصلي ركعة واحدة، يجلس للتشهد ويسلم. (هذه هي كيفية صلاة الوتر بتسع ركعات عند بعض الفقهاء).
وقت صلاة الوتر والشفع
وقت صلاة الوتر والشفع يبدأ من بعد صلاة العشاء، ويمتد إلى طلوع الفجر. والأفضل أن تُؤدى بعد صلاة العشاء وقبل النوم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: “من خاف أن لا يقوم من آخر الليل، فليوتر أوله، ومن طمع أن يقوم آخر الليل، فليوتر آخر الليل، فإن صلاة آخر الليل مشهودة، وذلك أفضل”.
العلاقة بين صلاة الوتر وقيام الليل
صلاة الوتر هي جزء لا يتجزأ من قيام الليل، بل هي ختامه. فمن قام الليل، سواء صلى ركعتين أو أكثر، فيستحب له أن يختم صلاته بالوتر. وإذا كان المصلي قد صلى الوتر قبل أن ينام، ثم استيقظ بعد ذلك وأراد أن يصلي قيام الليل، فإنه يصلي ما تيسر له من الصلوات، ولا يُعيد الوتر، لقوله صلى الله عليه وسلم: “لا وتران في ليلة”.
دعاء القنوت في صلاة الوتر
يُسن للمصلي أن يدعو بدعاء القنوت في صلاة الوتر، خاصة في النصف الثاني من شهر رمضان. ويمكن أن يكون الدعاء بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو بأي دعاء حسن. من أشهر أدعية القنوت: “اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد، نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك بالكفار ملحق”.
أحكام متفرقة
* **الجهر والإسرار:** يُسَن الجهر في صلاة الوتر إذا صلى جماعة، ويُسَن الإسرار إذا صلى منفردًا.
* **السنة والتطوع:** صلاة الوتر والشفع هي من السنن المؤكدة، وليست فرائض.
* **النية:** يجب أن ينوي المصلي بقلبه أنه يصلي صلاة الوتر أو الشفع.
في الختام، فإن صلاة الوتر والشفع كنز عظيم من كنوز العبادة، وهي فرصة ثمينة لزيادة القرب من الله تعالى، ولجبر ما قد يكون في صلواتنا من نقص. فلنحرص على أدائهما، ولنجعل منهما عادة يومية، نتقرب بها إلى مولانا الكريم.
