جدول المحتويات
قلة حركة الجنين في الشهر السابع: علامة تستدعي الانتباه والرعاية
يُعد الشهر السابع من الحمل مرحلة حاسمة، حيث تتطور قدرات الجنين بشكل ملحوظ، وتزداد حركته ونشاطه بشكل ملحوظ، مما يمنح الأم شعوراً عميقاً بالارتباط بجنينها. ومع ذلك، قد تثير ملاحظة قلة حركة الجنين في هذه الفترة قلق العديد من الأمهات. إن فهم أسباب هذه الظاهرة، وكيفية تقييمها، والإجراءات الواجب اتخاذها، هو أمر ضروري لضمان سلامة الأم والجنين.
تطور حركة الجنين في الشهر السابع
في بداية الحمل، تكون حركات الجنين خفيفة وغير منتظمة، ولكن مع تقدم الأشهر، تبدأ هذه الحركات في التزايد قوة وتكراراً. بحلول الشهر السابع، يكون الجنين قد اكتسب قدراً كبيراً من الوزن والعضلات، مما يسمح له بالقيام بحركات أكثر وضوحاً وقوة، مثل الركلات، والدفعات، والالتفافات. غالباً ما تكون هذه الحركات منتظمة ويمكن للأم تمييز نمط معين لها، مثل نشاط أكبر في أوقات معينة من اليوم.
لماذا قد تقل حركة الجنين في الشهر السابع؟
على الرغم من أن زيادة الحركة هي القاعدة في الشهر السابع، إلا أن هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى انخفاض ملحوظ في نشاط الجنين. من المهم التفريق بين انخفاض مؤقت في الحركة وبين تغيير دائم يتطلب تدخلاً طبياً.
أسباب فسيولوجية طبيعية
* **ضيق المساحة:** في الشهر السابع، يبدأ الجنين في النمو بشكل كبير، مما يحد من المساحة المتاحة له داخل الرحم. هذا الضيق قد يجعل الحركات القوية والدفعات الواسعة أقل شيوعاً، وقد تشعر الأم بالحركات كأنها “التمدد” أو “الدفع” بدلاً من الركلات الواضحة.
* **نمط النوم:** يمر الجنين بدورات من النوم واليقظة، تماماً مثل البالغين. قد يكون الجنين في فترة نوم عميق، مما يفسر قلة حركته لفترات معينة. غالباً ما تستمر فترات النوم هذه لمدة 20-40 دقيقة، وقد تصل إلى 90 دقيقة.
* **موقع المشيمة:** قد يؤثر موقع المشيمة على شعور الأم بحركة الجنين. فإذا كانت المشيمة أمامية (موجودة في الجزء الأمامي من الرحم)، فقد تعمل كوسادة تمتص بعض حركات الجنين، مما يجعلها أقل وضوحاً للأم.
أسباب طبية تستدعي الانتباه
* **نقص الأكسجين أو المغذيات:** قد يشير انخفاض حركة الجنين إلى عدم حصوله على كمية كافية من الأكسجين أو العناصر الغذائية من خلال المشيمة. يمكن أن يحدث هذا بسبب مشاكل في المشيمة نفسها، أو ارتفاع ضغط الدم لدى الأم، أو مرض السكري غير المتحكم فيه.
* **قصور المشيمة:** إذا لم تكن المشيمة تؤدي وظيفتها بكفاءة، فقد لا تستطيع توفير ما يكفي من الدم والمغذيات للجنين، مما يؤثر على نموه ونشاطه.
* **السائل الأمنيوسي المنخفض:** يلعب السائل الأمنيوسي دوراً حيوياً في حماية الجنين وتوفير مساحة كافية له للحركة. انخفاض مستوى هذا السائل (oligohydramnios) قد يحد من حركة الجنين ويجعله أكثر عرضة للخطر.
* **مشاكل في نمو الجنين:** قد يكون انخفاض حركة الجنين علامة على تأخر نمو الجنين داخل الرحم (IUGR)، حيث لا ينمو الجنين بالمعدل المتوقع.
* **التهابات:** يمكن أن تؤثر بعض أنواع العدوى على صحة الجنين وتقلل من نشاطه.
* **مشاكل في الحبل السري:** في حالات نادرة، قد تؤثر مشاكل مثل التفاف الحبل السري حول رقبة الجنين أو انضغاطه على تدفق الدم والأكسجين، مما يؤدي إلى انخفاض الحركة.
كيف تكتشفين قلة حركة الجنين؟
إن إحساس الأم بحركة جنينها هو المؤشر الأول والأهم. لا يوجد عدد محدد من الحركات يعتبر “طبيعياً” في كل لحظة، فالأمر يعتمد على الفرد. ومع ذلك، فإن التغيير الملحوظ في النمط الذي اعتادت عليه الأم هو ما يجب الانتباه إليه.
طرق مراقبة حركة الجنين
* **التركيز والهدوء:** خصصي وقتاً خلال اليوم، يفضل عندما يكون جنينك نشطاً عادةً، للجلوس بهدوء والتركيز على حركات طفلك.
* **الشعور بالحركات:** ابحثي عن أي نوع من الحركات، سواء كانت ركلة، أو دفع، أو التفاف، أو حتى تشنج.
* **الاستجابة للمنبهات:** قد يستجيب الجنين لبعض المنبهات الخارجية. جربي شرب كوب من الماء البارد، أو تناول وجبة خفيفة، أو الاستلقاء على جانبك الأيسر. قد تشعرين بحركة بعد ذلك.
* **عد الحركات (إذا لزم الأمر):** في حال شعرتِ بانخفاض ملحوظ في الحركة، قد يوصي طبيبك بعد الحركات. الطريقة الشائعة هي عد الحركات خلال فترة زمنية معينة (مثلاً، عد 10 حركات خلال ساعتين).
متى يجب عليكِ زيارة الطبيب؟
إن أي تغيير كبير ومستمر في نمط حركة الجنين يستدعي استشارة الطبيب فوراً. لا تترددي في طلب المساعدة الطبية إذا شعرتِ بأي مما يلي:
* **انخفاض كبير ومفاجئ في حركة الجنين.**
* **عدم الشعور بحركة الجنين لعدة ساعات، خاصة بعد محاولة تحفيز حركته.**
* **الشعور بأن حركات الجنين أصبحت أضعف بكثير من المعتاد.**
* **أي قلق أو شك حول سلامة الجنين.**
ماذا يفعل الطبيب؟
عند زيارتك للطبيب بسبب قلة حركة الجنين، سيقوم بإجراء تقييم شامل لضمان سلامة طفلك. قد يشمل ذلك:
* **الاستماع إلى نبضات قلب الجنين:** باستخدام جهاز دوبلر، يمكن للطبيب سماع نبضات قلب الجنين للتأكد من أنها منتظمة وقوية.
* **فحص الموجات فوق الصوتية (السونار):** يمكن للموجات فوق الصوتية تقييم نمو الجنين، وكمية السائل الأمنيوسي، وحركة الجنين، بالإضافة إلى وظيفة المشيمة.
* **مراقبة الجنين (CTG):** في بعض الحالات، قد تحتاجين إلى البقاء في المستشفى لفترة قصيرة لمراقبة نبضات قلب الجنين واستجابته للحركة.
* **الفحوصات الإضافية:** بناءً على النتائج، قد يطلب الطبيب فحوصات دم للأم أو الجنين، أو فحوصات أخرى لتقييم الحالة بشكل أعمق.
الوقاية والتعامل مع قلة حركة الجنين
لا يمكن دائماً منع قلة حركة الجنين، ولكن هناك بعض الإجراءات التي يمكن للأم اتخاذها لتعزيز صحة الجنين وتقليل المخاطر:
* **التغذية السليمة:** تناول نظام غذائي متوازن وغني بالعناصر الغذائية الضرورية لدعم نمو الجنين.
* **الراحة الكافية:** الحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة يساعد على تقليل التوتر ويحسن الدورة الدموية.
* **تجنب الإجهاد:** حاول تجنب المواقف المسببة للتوتر والقلق قدر الإمكان.
* **الالتزام بالمواعيد الطبية:** لا تتغاضي عن أي موعد طبي أثناء الحمل، فهذه الفحوصات ضرورية لمراقبة صحتك وصحة جنينك.
* **التواصل مع الطبيب:** لا تترددي أبداً في التواصل مع طبيبك لطرح أي سؤال أو التعبير عن أي قلق لديك، مهما بدا بسيطاً.
إن قلة حركة الجنين في الشهر السابع ليست دائماً سبباً للقلق المفرط، وغالباً ما تكون ناتجة عن تغيرات طبيعية في نمو الجنين. ومع ذلك، فإن الوعي بهذه الظاهرة، ومعرفة علامات التحذير، والتوجه إلى الرعاية الطبية عند الحاجة، هي مفاتيح أساسية لضمان نهاية حمل صحية وسعيدة.
