قلة حركة الجنين في الشهر التاسع

كتبت بواسطة هناء
نشرت بتاريخ : الخميس 6 نوفمبر 2025 - 9:35 صباحًا

قلة حركة الجنين في الشهر التاسع: مؤشر يستدعي الانتباه والرعاية

الشهر التاسع من الحمل هو مرحلة حاسمة، حيث يقترب موعد الولادة وتستعد الأم والجنين لهذه اللحظة المنتظرة. خلال هذه الفترة، قد تلاحظ الأم تغيرات في نمط حركة جنينها، ومن بين هذه التغيرات قد تظهر قلة في الحركة، وهو أمر يستدعي الانتباه والفهم الدقيق. إن الإحساس بحركة الجنين هو بمثابة جسر تواصل بين الأم وطفلها، وأي تغير ملحوظ فيه يجب ألا يمر مرور الكرام.

لماذا قد تقل حركة الجنين في الشهر التاسع؟

مع اقتراب نهاية الحمل، يبدأ حجم الجنين بالازدياد بشكل كبير، مما يحد من المساحة المتاحة له داخل الرحم. هذا التقييد المكاني يقلل من قدرته على القيام بالحركات الكبيرة والقفزات التي كان يقوم بها في الأشهر السابقة. بدلاً من ذلك، قد تتحول حركاته إلى ركلات ولكمات أكثر تحديدًا، أو شعور بالتقلب والتمدد. هذا التغير في طبيعة الحركة طبيعي في معظم الحالات، حيث أن المساحة المحدودة تجعل الحركات الكبيرة صعبة، لكن يجب التأكد من أن الحركة لا تزال محسوسة وبشكل منتظم.

أسباب أخرى لقلة حركة الجنين

إلى جانب المساحة المحدودة، هناك أسباب أخرى محتملة لقلة حركة الجنين التي قد تستدعي استشارة طبية:

  • تغير في نمط نوم الجنين: مثلما ينام البشر، يمر الجنين بفترات نوم واستيقاظ. قد تكون قلة الحركة التي تشعرين بها ناتجة عن أن الجنين في فترة نوم عميق، وهذه الفترات يمكن أن تكون أطول في الأشهر الأخيرة.
  • موقع المشيمة: في بعض الحالات، قد تكون المشيمة في وضعية معينة (مثل المشيمة الأمامية) تعمل كحاجز يقلل من شعور الأم بحركة الجنين، حتى لو كان يتحرك بشكل طبيعي.
  • تأثير الأدوية أو المواد التي تتناولها الأم: بعض الأدوية أو حتى الكميات الكبيرة من الكافيين قد تؤثر على نشاط الجنين.
  • مشاكل صحية لدى الأم: حالات مثل تسمم الحمل، أو ارتفاع ضغط الدم، أو السكري غير المتحكم فيه، يمكن أن تؤثر على تدفق الدم إلى المشيمة وبالتالي على نمو الجنين ونشاطه.
  • مشاكل متعلقة بالجنين نفسه: في حالات نادرة، قد تشير قلة الحركة إلى مشاكل في صحة الجنين، مثل نقص الأكسجين، أو مشاكل في المشيمة نفسها، أو حتى مشاكل في الحبل السري.

متى يجب القلق واستشارة الطبيب؟

يجب على كل أم أن تكون على دراية بنمط حركة جنينها الطبيعي. إذا لاحظتِ انخفاضًا كبيرًا وملحوظًا في عدد حركات الجنين، أو إذا شعرتِ بأن الحركة أصبحت ضعيفة جدًا أو غائبة تمامًا لفترات طويلة، فهذا يستدعي استشارة فورية لطبيبك أو ممرضة التوليد. لا تترددي في الاتصال بهم، فهذا هو دورهم لضمان سلامتك وسلامة جنينك.

كيف يمكن للأم تقييم حركة جنينها؟

توصي المنظمات الصحية عادةً بأن تقوم الأم بتتبع حركة جنينها في الثلث الثالث من الحمل، وخاصة في الأسابيع الأخيرة. هناك عدة طرق يمكن للأم اتباعها:

  • التركيز على الأوقات التي يكون فيها الجنين نشطًا عادةً: غالبًا ما يكون الجنين أكثر نشاطًا بعد تناول الأم لوجبة، أو في أوقات معينة من اليوم.
  • العد: حاولي عد حركات الجنين خلال فترة زمنية محددة، مثل ساعتين. الهدف الشائع هو الشعور بـ 10 حركات على الأقل خلال هذه الفترة.
  • الاستلقاء على جانبك الأيسر: هذا الوضع يساعد على تحسين تدفق الدم إلى الرحم، وقد يزيد من شعورك بحركة الجنين.
  • شرب سائل بارد أو تناول شيء حلو: قد يحفز هذا الجنين على الحركة.

دور التكنولوجيا في مراقبة حركة الجنين

في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب باستخدام أدوات لمراقبة حركة الجنين بشكل أكثر دقة. قد يشمل ذلك:

  • مراقبة قلب الجنين (CTG – Cardiotocography): وهي تقنية غير جراحية تقيس معدل ضربات قلب الجنين وتسجيل أي تغيرات قد تشير إلى ضائقة.
  • الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية لتقييم نمو الجنين، وحجم السائل الأمنيوسي، وحركة الجنين بشكل مباشر.

نصائح للأمهات في الشهر التاسع

بالإضافة إلى مراقبة حركة الجنين، هناك نصائح أخرى يمكن للأمهات اتباعها لضمان فترة حمل صحية في الشهر التاسع:

  • الحفاظ على نظام غذائي متوازن: تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية يساعد على دعم نمو الجنين وصحته.
  • شرب كميات كافية من الماء: الترطيب الجيد ضروري لصحة الأم والجنين.
  • الراحة الكافية: استمعي لجسدك وخذي قسطًا وافرًا من الراحة، فجسمك يقوم بعمل شاق.
  • تجنب الإجهاد: حاولي تقليل مستويات التوتر قدر الإمكان.
  • الاستعداد للولادة: حضري حقيبة المستشفى، واطلعي على علامات المخاض، وتحدثي مع طبيبك عن خطة الولادة.

ختامًا، قلة حركة الجنين في الشهر التاسع قد تكون طبيعية في بعض الأحيان نتيجة لتغير مساحة الرحم، ولكنها في أحيان أخرى قد تكون علامة على وجود مشكلة تستدعي التدخل الطبي. الاستماع إلى جسدك، ومراقبة حركة جنينك بانتظام، وعدم التردد في استشارة طبيبك عند وجود أي مخاوف، هي مفاتيح أساسية لضمان سلامة حملك وولادة آمنة.

اترك التعليق