قصه قصيره عن التسامح للصف الثالث

كتبت بواسطة هناء
نشرت بتاريخ : الخميس 6 نوفمبر 2025 - 9:25 صباحًا

نور والتفاحة الذهبية: قصة عن قيمة التسامح

في قرية صغيرة تقع بين تلال خضراء مورقة، حيث تتراقص أزهار الربيع بألوانها الزاهية وتغرد الطيور بألحانها العذبة، عاش طفلان اسمهما نور وأحمد. كانا جارين وصديقين حميمين، يقضيان أيامهما معًا في لعب الألعاب البسيطة والركض في الحقول الواسعة. كانت صداقتهما كالشمس التي تشرق كل صباح، تبعث الدفء والبهجة في قلوبهما.

بداية الخلاف: تفاحة ذهبية لامعة

في يوم من الأيام، وبينما كانا يلعبان قرب بستان عم أحمد، رأى نور تفاحة ذهبية فريدة من نوعها تتدلى من غصن عالٍ. كانت لمعانها آسرًا، ولونها يبدو أروع من أي شيء رأياه من قبل. صاح نور بفرح: “انظر يا أحمد! تفاحة ذهبية! أريدها بشدة!”.

اندفع أحمد نحو الشجرة وبدأ يهزها بقوة، على أمل أن تسقط التفاحة. لكن نور، الذي كان يرى التفاحة كحلمه المنتظر، مد يده سريعًا وحاول الوصول إليها بنفسه، متجاهلاً محاولات أحمد. في خضم هذا التنافس، سقطت التفاحة على الأرض، ولكنها تحطمت إلى قطع صغيرة بسبب قوة الهزة وسقوطها.

شعور بالأسف والندم

نظر نور إلى قطع التفاحة المتناثرة على الأرض، وشعر بقلبه يتقلص من الحزن. لقد ضاعت التفاحة الذهبية التي طالما حلم بها، ولم يحصل عليها أحد. نظر إلى أحمد، الذي كان وجهه عابسًا ويمتزج فيه الحزن بالغضب. قال أحمد بصوت مرتجف: “لقد أفسدتها يا نور! كنت سأجلبها لك لو صبرت قليلاً!”.

شعر نور بالذنب يغمر روحه. لقد كان أنانيًا في رغبته، وتصرف بغضب دون تفكير. رأى الدموع تتجمع في عيني أحمد، وأدرك أن تصرفه لم يؤذِ حلمه فقط، بل أذى أيضًا صداقتهما.

درس التسامح: صفحة جديدة تُطوى

في تلك اللحظة، تذكر نور كلام جدته الحكيمة عن قيمة التسامح. علّمته دائمًا أن الغضب يفسد القلوب، وأن العفو يفتح أبواب الرحمة. وبدلًا من أن يزيد من غضبه أو يلوم أحمد، قرر نور أن يتصرف بحكمة.

اقترب نور من أحمد وقال بصوت هادئ: “أنا آسف يا أحمد. لقد كنت أنانيًا ورغبت في التفاحة لنفسي. لم أفكر في أننا كنا سنستمتع بها معًا. لقد أخطأت، وأرجو أن تسامحني”.

تأثر أحمد بكلام نور. لقد توقع منه أن يدافع عن نفسه أو يلومه، لكن اعتذار نور الصادق والنابع من القلب كان له أثر كبير. رأى أحمد في عيني نور الندم الحقيقي. ابتسم أحمد ابتسامة خفيفة وقال: “وأنا آسف يا نور. لقد هززت الشجرة بقوة أيضًا. ربما كنا بحاجة إلى الصبر أكثر. دعنا ننسى الأمر”.

ثمار التسامح: صداقة أقوى

عادت الابتسامة إلى وجهي نور وأحمد. لقد تجاوزا خلافهما الصغير بفضل التسامح. لم تعد التفاحة الذهبية مهمة، بل الأهم هو استعادة صداقتهما الغالية. قررا أن يجدا تفاحة أخرى، ربما تكون أقل لمعانًا، ولكنها ستكون طعمها أحلى لأنها ستُؤكل معًا.

منذ ذلك اليوم، أصبحت صداقة نور وأحمد أقوى. تعلم نور أن التسامح ليس مجرد كلمة، بل هو فعل يتطلب الشجاعة والقلب الكبير. وتعلم أحمد أن التسامح يفتح طريقًا للمصالحة، ويعيد البسمة إلى الوجوه.

التسامح في حياتنا اليومية

قصة نور وأحمد تعلمنا أن الحياة مليئة بالمواقف التي قد نختلف فيها أو نخطئ فيها. قد يكون هناك صديق أخذ لعبتك دون إذن، أو زميل قال لك كلمة جارحة. في كل هذه المواقف، يمنحنا التسامح فرصة لطي صفحة الخلاف وإعادة بناء جسور الود.

عندما نسامح، فإننا لا نمنح الآخر فرصة ثانية فحسب، بل نمنح أنفسنا أيضًا راحة البال والسكينة. التسامح يحررنا من ثقل الغضب والاستياء، ويجعلنا ننظر إلى العالم بعين أكثر تفاؤلاً وحبًا.

كيف ننمي خلق التسامح؟

تنمية خلق التسامح تبدأ بخطوات بسيطة. يمكننا أن نبدأ بالنظر إلى أخطاء الآخرين من منظور إنساني، وأن نتذكر أن كل إنسان معرض للخطأ. عندما نغضب، يمكننا أن نتوقف ونأخذ نفسًا عميقًا، ونفكر في العواقب السلبية للغضب.

كما يمكننا أن نتذكر المواقف التي سامحنا فيها الآخرون، وكيف شعرنا بعد ذلك. هذا الشعور الجميل هو دافع قوي لممارسة التسامح باستمرار. في المدرسة، يمكننا أن نساعد زملاءنا الذين يرتكبون الأخطاء، وأن نقدم لهم يد العون بدلًا من الانتقاد.

التسامح هو مفتاح السعادة والسلام. إنه يجعل حياتنا وحياة من حولنا أجمل وأكثر إشراقًا. فليكن التسامح شعارنا في كل يوم، ولنجعل منه عادة نبني بها مجتمعًا مليئًا بالحب والتفاهم.

الأكثر بحث حول "قصه قصيره عن التسامح للصف الثالث"

اترك التعليق