قصة قصيرة عن التسامح للاطفال

كتبت بواسطة صفاء
نشرت بتاريخ : الخميس 6 نوفمبر 2025 - 9:23 صباحًا

قصة الأرنب الصغير والجزرة الذهبية: درس في التسامح

في غابة الألوان الزاهية، حيث تتراقص أشعة الشمس بين أوراق الأشجار العتيقة وتتردد أصداء ضحكات الأطفال، عاش أرنب صغير اسمه “فلّو”. كان فلّو أرنبًا فضوليًا ومحبوبًا، لكنه كان يمتلك عيبًا واحدًا صغيرًا: كان سريع الغضب. إذا لم يحصل على ما يريد، أو إذا شعر أن هناك من يزعجه، كانت أذنيه تنتصبان وتتحول عيناه إلى نقطتين سوداوين مستعدتين للانقضاض.

في أحد الأيام المشمسة، وبينما كان فلّو يتجول في الحقل، لمح شيئًا لامعًا تحت شجرة بلوط كبيرة. اقترب بحذر ليكتشف أنها جزرة ذهبية، تلمع ببريق سحري لم يره من قبل. شعر فلّو بسعادة غامرة، فقد كانت هذه أجمل جزرة رآها في حياته. قرر أن يحتفظ بها لنفسه، وأن يستمتع بها بمفرده.

بينما كان فلّو على وشك أن يأخذ قضمة من الجزرة الذهبية، سمع صوتًا خافتًا يأتي من خلف الشجرة. كان ذلك صوت سنجاب صغير اسمه “سوزي”، وهي تبكي بصوت حزين. تردد فلّو قليلاً، لكن فضوله دفعه للتحقق.

سوزي والجزء المفقود

عندما وصل فلّو إلى خلف الشجرة، رأى سوزي جالسة على الأرض، ودموعها تتساقط على فروها الناعم.

“ما بك يا سوزي؟” سأل فلّو بصوت ناعم، متناسيًا للحظة رغبته في أكل الجزرة.

“لقد فقدتُ قطعة جوز كنت أحفظها بعناية فائقة،” قالت سوزي بصوت مختنق بالبكاء. “كانت هذه القطعة مميزة جدًا، فهي الوحيدة التي وجدتها هذا الموسم ولم أستطع العثور على غيرها. لقد بحثت في كل مكان، لكنها اختفت.”

شعر فلّو بالشفقة على سوزي، ولكنه في نفس الوقت كان يفكر في جزرة الذهبية التي تنتظره. تردد للحظة، ثم قال: “لا تبكي يا سوزي. ربما أستطيع مساعدتك في البحث.”

البحث عن الجوز المفقود

بدأ فلّو وسوزي بالبحث معًا. كان فلّو سريعًا وذكيًا، وكان يستطيع الوصول إلى الأماكن الضيقة التي لا تستطيع سوزي الوصول إليها. بحثا تحت الأوراق، وبين جذور الأشجار، وحتى في مخابئ الطيور. مرت ساعات، وبدأت أشعة الشمس تميل نحو الغروب.

في أثناء بحثهم، مر بهم طائر نقار الخشب، وقال لهم: “لقد رأيت شيئًا لامعًا يسقط من أعلى الشجرة قبل قليل، ربما كان ذلك الجوز الذي تبحثون عنه.”

نظرت سوزي إلى فلّو بأمل، وقال فلّو: “هيا بنا نذهب ونرى!”

صعد فلّو إلى الشجرة بسرعة، وبحث في المكان الذي أشار إليه نقار الخشب. وبعد لحظات، صاح فلّو بفرح: “وجدتها! إنها هنا!”

كانت قطعة الجوز المفقودة، وقد سقطت في تجويف صغير في الشجرة.

مشاركة الجزرة الذهبية

عادت سوزي وفلّو إلى حيث تركت سوزي قطعة الجوز. ابتسمت سوزي بامتنان وقالت: “شكرًا لك يا فلّو. لقد كنتَ طيبًا جدًا في مساعدتي.”

نظر فلّو إلى الجزرة الذهبية التي كان قد نسيها تقريبًا. ثم نظر إلى وجه سوزي السعيد، وشعر بشعور مختلف تمامًا عن شعور الغضب الذي كان يشعر به أحيانًا. شعر بالدفء في قلبه.

“أنا سعيد أنني استطعت مساعدتك يا سوزي،” قال فلّو. “ولأنكِ كنتِ حزينة، فقد نسيتُ كل شيء. الآن، هل ترغبين في مشاركتي هذه الجزرة الذهبية؟ إنها الأجمل التي رأيتها، وأعتقد أنها ستكون ألذ إذا أكلناها معًا.”

اتسعت عينا سوزي بدهشة وسعادة. “حقًا؟” سألت. “لكنك وجدتها أولاً!”

“نعم، ولكني أشعر أن مشاركتها معكِ ستكون أفضل بكثير،” أجاب فلّو بابتسامة.

جلسا معًا تحت شجرة البلوط، وقسما الجزرة الذهبية إلى نصفين. كانت الجزرة حلوة ولذيذة، ولكن طعمها كان أحلى وألذ بكثير لأنهما تقاسماه.

درس التسامح والأخوة

منذ ذلك اليوم، أصبح فلّو أرنبًا مختلفًا. لم يعد سريع الغضب، بل تعلم أن يفكر قبل أن يتصرف. أدرك أن مساعدة الآخرين تجلب سعادة أكبر من امتلاك كل شيء لنفسه. تعلم أن التسامح، وهو القدرة على العفو عن الأخطاء وتقديم المساعدة، هو كنز حقيقي.

أصبحت صداقة فلّو وسوزي أقوى من أي وقت مضى. كانا يلعبان معًا في غابة الألوان الزاهية، ويتشاركان كل شيء، ليس فقط الجزر الذهبية، بل أيضًا الضحكات والقصص. تعلم أطفال الغابة من قصة فلّو وسوزي أن التسامح هو مفتاح السعادة، وأن مشاركة الخير مع الآخرين تجعل العالم مكانًا أجمل وأكثر دفئًا.

اترك التعليق