قصة ادم عليه السلام للاطفال

كتبت بواسطة ابراهيم
نشرت بتاريخ : الخميس 6 نوفمبر 2025 - 9:25 صباحًا

قصة آدم عليه السلام: بداية الخليقة وأول البشر

في قديم الزمان، قبل أن توجد المدن الكبيرة والمنازل المريحة، وقبل أن تعرف الأرض السيارات والطائرات، كان هناك بداية لكل شيء. هذه البداية كانت قصة رائعة، قصة أول إنسان خلقه الله، وهو نبينا آدم عليه السلام. تخيلوا عالماً جديداً تماماً، خالياً من أي بشر، ينتظر من يملأه بالحياة والحب والتعلم.

خلق آدم: هدية من الله

في يوم من الأيام، قرر الله سبحانه وتعالى أن يخلق خليفة له في الأرض، كائناً يعيش عليها ويعمرها. لم يكن هذا المخلوق مجرد حيوان أو نبات، بل كان إنساناً، له عقل يفكر به، وقلب يشعر به، وجسد جميل. فأخذ الله سبحانه وتعالى من تراب الأرض، وجمع منه طيناً، ثم نفخ فيه من روحه. يا له من خلق عظيم! أصبح آدم عليه السلام جسداً متحركاً، يحمل بداخله نسمة من روح الله.

عندما استوى آدم عليه السلام، كان في انتظار أمر الله. ثم أمره الله أن يقوم، فقام. لقد كان أول إنسان، وأول نبي، وأبو البشر جميعاً. كان منظره جميلاً، وكان جسده سليماً، وعقله خالياً، ينتظر أن يتعلم كل شيء.

حواء: الرفيقة الأولى

بعد أن خلق الله آدم عليه السلام، رأى أنه يحتاج إلى رفيقة تسكن معه، تشاركه حياته، وتؤنس وحدته. فخلق الله من ضلع آدم حواء، لتكون شريكته وحبيبته. يا لها من نعمة عظيمة أن يكون لك صديق ورفيق تشاركه كل شيء! وهكذا، أصبح آدم وحواء أول زوجين على وجه الأرض. سكنوا في مكان جميل جداً، مليء بالأشجار والثمار والزهور، كان يسمى الجنة.

الجنة: بيت السعادة والنعم

كانت الجنة مكاناً رائعاً، مليئاً بكل ما لذ وطاب. كانت هناك أشجار مثمرة بأجمل الثمار، وأنهار تجري بالماء العذب. كان آدم وحواء يعيشان فيها في سعادة وهناء، يأكلان من ثمارها ويشربان من مائها. كان الله قد أعطاهما كل شيء، ومنحهما الحرية في الاستمتاع بنعم الجنة.

ولكن، كان هناك أمر واحد أخبرهما الله به: “كلا من الجنة رغداً حيث شئتما، ولا تقربا هذه الشجرة، فتكونا من الظالمين”. كانت هذه الشجرة ممنوعة عليهما، وكان عليهما تجنبها. الأمر كان بسيطاً، ولكن كان يحمل في طياته درساً عظيماً عن طاعة الله.

وسوسة الشيطان: بداية الاختبار

للأسف، لم يكن آدم وحواء وحدهما في الجنة. كان هناك عدو لهما، وهو الشيطان. الشيطان هو كائن شرير، يحسد الناس على نعيمهم، ويحب أن يراهم يعصون الله. فبدأ الشيطان يوسوس لآدم وحواء، يقرب لهما فكرة الأكل من الشجرة الممنوعة. قال لهما: “ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين، أو تكونا من الخالدين”. حاول الشيطان أن يجعل الأمر يبدو وكأنه شيء جيد، وأن الله يخفي عنهما شيئاً مهماً.

لقد كانت لحظة اختبار عظيمة لآدم وحواء. هل يطيعان أمر الله الواضح، أم يستمعان إلى وساوس الشيطان؟

الزلّة الأولى: درس ثمين

لم يستطع آدم وحواء مقاومة وسوسة الشيطان لفترة طويلة. لقد أكلا من الشجرة الممنوعة. يا للأسف! عندما أكلا، شعر آدم وحواء بخطئهما. لقد عصيا أمر الله، وشعرا بالندم. فبدأ كل منهما يرى عيوبه، وبدأت ملابسهما التي كانت من نور الجنة تختفي.

لقد كان هذا خطأ، ولكنه كان أيضاً بداية لدرس مهم. الله سبحانه وتعالى، برحمته الواسعة، لم يترك آدم وحواء في خطئهما. لقد علم أنهم بشر، وأن البشر يخطئون.

الهبوط إلى الأرض: بداية الحياة الجديدة

بسبب هذه الزلة، أمر الله سبحانه وتعالى آدم وحواء بالهبوط من الجنة إلى الأرض. لم يكن هذا عقاباً قاسياً، بل كان بداية لحياة جديدة، حياة فيها عمل وجهد، وحياة يتعلم فيها الإنسان كيف يختار بين الخير والشر. نزلا إلى الأرض، وبدأت رحلة الإنسان على كوكبنا.

كان الهبوط إلى الأرض بداية صعبة، لكن الله لم ينسهما. لقد علم آدم عليه السلام كيف يزرع ويأكل، وكيف يبني بيتاً، وكيف يعيش. لقد علم أبناء آدم وحواء كيف يتعايشون، وكيف يتواصلون.

دروس من قصة آدم: الأمل والتوبة

قصة آدم عليه السلام ليست مجرد قصة بداية، بل هي قصة مليئة بالدروس القيمة لنا جميعاً. تعلمنا هذه القصة أن الله خلقنا في أحسن تقويم، وأننا نمتلك عقلاً وقلباً. تعلمنا أن الشيطان عدو لنا، وأننا يجب أن نحذر من وساوسه.

والأهم من ذلك، تعلمنا قصة آدم أن البشر يخطئون، ولكن الله غفور رحيم. عندما نخطئ، يجب أن نشعر بالندم، وأن نطلب المغفرة من الله (نتوب إليه). الله يحب عباده الذين يتوبون إليه، ويقبل توبتهم.

لقد عاش آدم عليه السلام وابنه قابيل وابنه هابيل، وتعلموا كيف يعيشون على الأرض. إنها قصة بداية البشرية، قصة تعلمنا عن عظمة خلق الله، وعن حكمة الله في تدبير أموره، وعن رحمة الله بعباده. إنها قصة تبعث فينا الأمل، وتشجعنا على أن نكون دائماً على الطريق الصحيح، وأن نطلب المغفرة عندما نقع في الخطأ.

اترك التعليق