علامات الحمل في بداية الشهر الثالث

كتبت بواسطة سعاد
نشرت بتاريخ : الجمعة 7 نوفمبر 2025 - 6:05 مساءً

علامات الحمل في بداية الشهر الثالث: رحلة تحولات جسدية وعاطفية

مع دخول الشهر الثالث من الحمل، تكون المرأة قد تجاوزت المرحلة الأولى الحساسة، وتبدأ في الشعور بتغيرات أكثر وضوحًا على جسدها وعلى حالتها النفسية. هذا الشهر، الذي يمتد تقريبًا من الأسبوع التاسع إلى الأسبوع الثاني عشر، يمثل نقطة تحول مهمة في رحلة الأمومة، حيث يتطور الجنين بوتيرة سريعة، وتتأقلم الأم مع التغيرات المصاحبة لهذا النمو. فهم هذه العلامات يساعد المرأة على التعامل معها بشكل أفضل، والتأكد من سلامة الحمل.

تغيرات جسدية واضحة: جسد يتأقلم مع الحياة الجديدة

في بداية الشهر الثالث، تبدأ أعراض الحمل المبكرة في التزايد في شدتها، بينما تظهر علامات جديدة تدل على استمرار النمو والتطور.

الغثيان والقيء: رفيق الحمل المستمر

يظل الغثيان الصباحي، أو ما يعرف بغثيان الحمل، أحد أبرز العلامات في هذه المرحلة. قد تشعر بعض النساء بتحسن تدريجي في هذه الأعراض مع بداية الشهر الثالث، بينما تستمر أخريات في معاناتهن. قد يمتد الشعور بالغثيان ليشمل أوقاتًا أخرى من اليوم، وليس فقط الصباح. يعتقد أن الهرمونات، وخاصة هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (hCG)، تلعب دورًا رئيسيًا في هذه الظاهرة. قد تلاحظ النساء أيضًا تغيرًا في حاسة التذوق والشم، حيث تصبح بعض الروائح والأطعمة غير محتملة.

التعب والإرهاق: طاقة تُستنزف من أجل النمو

يستمر الشعور بالإرهاق الشديد كعلامة بارزة. يستهلك جسم المرأة الكثير من الطاقة لدعم نمو الجنين وتطور المشيمة. قد تشعر المرأة بحاجة مستمرة للنوم، حتى مع الحصول على قسط كافٍ منه. قد يكون هذا التعب مرهقًا جسديًا وعقليًا، مما يؤثر على قدرتها على أداء مهامها اليومية.

تغيرات الثدي: استعداد للرضاعة

تستمر تغيرات الثدي، حيث يصبح الثديان أكثر امتلاءً وحساسية. قد تلاحظ المرأة زيادة في حجم الثديين، وألمًا عند اللمس، وتغيرًا في لون هالة الحلمة (المنطقة المحيطة بالحلمة) لتصبح داكنة أكثر. قد تظهر أيضًا أوردة زرقاء واضحة تحت سطح الجلد. هذه التغيرات هي جزء من استعداد الجسم لإنتاج الحليب وتغذيته للطفل بعد الولادة.

زيادة التبول: ضغط متزايد على المثانة

مع زيادة حجم الرحم، يزداد الضغط على المثانة، مما يؤدي إلى الحاجة المتكررة للتبول. قد تلاحظ المرأة أنها بحاجة للذهاب إلى الحمام بشكل أكثر تواترًا، خاصة خلال الليل. هذا ليس مدعاة للقلق، بل هو جزء طبيعي من التغيرات الجسدية المصاحبة للحمل.

الإمساك والغازات: اضطرابات الجهاز الهضمي

تؤثر التغيرات الهرمونية على حركة الأمعاء، مما قد يؤدي إلى تباطؤ عملية الهضم وظهور الإمساك. كما قد تشعر المرأة بزيادة في الغازات وانتفاخ البطن. يمكن أن يساعد شرب كميات كافية من الماء وتناول الأطعمة الغنية بالألياف في تخفيف هذه الأعراض.

الصداع: تفاعل الجسم مع التغيرات الهرمونية

قد تعاني بعض النساء من الصداع في بداية الشهر الثالث. يمكن أن يكون هذا الصداع ناتجًا عن التغيرات الهرمونية، أو الجفاف، أو قلة النوم، أو التوتر. من المهم استشارة الطبيب قبل تناول أي مسكنات للألم للتأكد من سلامتها خلال فترة الحمل.

تغيرات المزاج: تقلبات عاطفية طبيعية

تتسبب التغيرات الهرمونية السريعة في تقلبات مزاجية ملحوظة. قد تشعر المرأة بالسعادة الغامرة في لحظة، ثم الحزن أو الانفعال الشديد في اللحظة التالية. هذه التقلبات طبيعية تمامًا، ولكن من المهم أن تحيط المرأة نفسها بالدعم العاطفي وأن تتواصل مع شريكها أو أفراد عائلتها المقربين.

علامات أخرى قد تظهر: مؤشرات إضافية للحمل

بالإضافة إلى العلامات الشائعة، قد تلاحظ المرأة بعض التغيرات الأخرى في بداية الشهر الثالث:

زيادة إفرازات المهبل: استعداد الجسم للتغيرات

قد تلاحظ المرأة زيادة في إفرازات المهبل، والتي تكون عادةً شفافة أو بيضاء اللون ورقيقة. هذه الإفرازات تساعد على الحفاظ على صحة المهبل وحمايته من العدوى. إذا كانت الإفرازات مصحوبة بحكة، أو رائحة كريهة، أو تغير في اللون، فيجب استشارة الطبيب.

حرقة المعدة: شعور بالضيق في الصدر

مع نمو الرحم، قد يزداد الضغط على المعدة، مما يؤدي إلى ارتجاع حمض المعدة إلى المريء والشعور بحرقة المعدة. يمكن أن يساعد تناول وجبات صغيرة ومتكررة، وتجنب الأطعمة الدسمة أو الحارة، والامتناع عن الاستلقاء مباشرة بعد تناول الطعام في تخفيف هذه الأعراض.

تغيرات في البشرة: توهج الحمل أو بعض المشاكل

قد تلاحظ بعض النساء “توهج الحمل” الناتج عن زيادة تدفق الدم إلى البشرة، مما يمنحها مظهرًا صحيًا ومشرقًا. ومع ذلك، قد تعاني أخريات من مشاكل جلدية مثل حب الشباب أو الكلف.

الشعور بالدوخة أو الإغماء الخفيف: انخفاض ضغط الدم

في بعض الأحيان، قد تشعر المرأة بالدوخة أو الإغماء الخفيف، خاصة عند الوقوف بسرعة. قد يكون هذا ناتجًا عن انخفاض ضغط الدم، وهو أمر شائع في الحمل. شرب كميات كافية من السوائل وتجنب الوقوف المفاجئ يمكن أن يساعد في التخفيف من هذه الأعراض.

متى يجب استشارة الطبيب؟

على الرغم من أن معظم هذه العلامات طبيعية، إلا أنه من الضروري استشارة الطبيب بانتظام لمراقبة الحمل والتأكد من سلامة الأم والجنين. يجب على المرأة طلب المساعدة الطبية فورًا في الحالات التالية:

* نزيف مهبلي حاد.
* آلام شديدة في البطن أو تقلصات.
* حمى شديدة.
* صداع شديد ومستمر.
* أعراض تسمم الحمل مثل ارتفاع حاد في ضغط الدم وتورم مفاجئ.
* أي مخاوف أو أسئلة تتعلق بالحمل.

في بداية الشهر الثالث، يصبح الحمل أكثر واقعية مع بدء ظهور هذه العلامات. إن فهم هذه التحولات الجسدية والعاطفية يمكّن المرأة من الاستمتاع بهذه المرحلة الفريدة من حياتها بثقة وراحة بال.

اترك التعليق