علامات الحمل في الشهر الثالث بولد

كتبت بواسطة هناء
نشرت بتاريخ : الجمعة 7 نوفمبر 2025 - 6:04 مساءً

علامات الحمل في الشهر الثالث بولد: رحلة استكشافية للتغيرات الجسدية والعاطفية

يمثل الشهر الثالث من الحمل، والذي يمتد من الأسبوع التاسع حتى الثاني عشر، مرحلة حاسمة في رحلة الأمومة. في هذه الفترة، تتجسد التغيرات التي طرأت على جسد المرأة بشكل أوضح، وتبدأ في الشعور بتأثيرات الحمل بشكل أعمق. وعندما يتعلق الأمر بالتكهنات حول جنس المولود، فإن الشهر الثالث غالبًا ما يكون محط اهتمام كبير، حيث تبدأ بعض العلامات التقليدية في الظهور، وإن كان العلم يؤكد دائمًا أن التأكيد الحقيقي لا يأتي إلا من خلال الفحوصات الطبية. يهدف هذا المقال إلى استكشاف علامات الحمل بولد في الشهر الثالث، مع التركيز على التغيرات الجسدية والعاطفية التي تمر بها الأم، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه العلامات هي غالبًا مجرد مؤشرات وليست حقائق مؤكدة.

التغيرات الجسدية: مؤشرات قد تشير إلى حمل بولد

في الشهر الثالث، يكون الجنين قد تجاوز مرحلة التكوين الأولي، وبدأ في تطوير ملامحه بشكل أكثر وضوحًا. وعلى الرغم من أن الجنس البيولوجي للجنين يتحدد منذ لحظة الإخصاب، إلا أن بعض التغيرات الجسدية التي تشعر بها الأم قد تدفعها إلى التكهن بجنس المولود.

زيادة طفيفة في الوزن وسرعة اكتسابه

من أبرز العلامات التي يربطها البعض بحمل بولد هو اكتساب وزن أسرع نسبيًا في هذه المرحلة. يعتقد البعض أن هرمونات الحمل الذكرية قد تساهم في زيادة الشهية والرغبة الشديدة في تناول أطعمة معينة، مما يؤدي إلى زيادة في الوزن. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن زيادة الوزن تختلف بشكل كبير من امرأة لأخرى، وتعتمد على عوامل متعددة مثل الوزن قبل الحمل، النظام الغذائي، ومستوى النشاط البدني.

شكل البطن: بين الأساطير والواقع

غالبًا ما تُربط علامات الحمل بولد بشكل البطن. يعتقد البعض أن البطن المستدير والمنخفض، والذي يبدو وكأنه “مُلقى للأمام”، قد يشير إلى حمل بولد. في المقابل، يُقال إن البطن المستدير والعالي والمنتشر للخارج يدل على حمل ببنت. من الناحية العلمية، يتأثر شكل البطن بحجم الرحم، وضعية الجنين، وقوة عضلات البطن لدى الأم، بالإضافة إلى كمية السائل الأمنيوسي. لذا، فإن شكل البطن وحده لا يعتبر مؤشرًا موثوقًا به على الإطلاق.

معدل ضربات قلب الجنين

لطالما انتشرت مقولة أن معدل ضربات قلب الجنين السريع، والذي يتجاوز 140 نبضة في الدقيقة، يشير إلى حمل ببنت، بينما المعدل الأبطأ (أقل من 140 نبضة في الدقيقة) يدل على حمل بولد. ومع ذلك، فقد أثبتت الدراسات العلمية مرارًا وتكرارًا أن معدل ضربات قلب الجنين يتأثر بعوامل أخرى كثيرة، مثل عمر الحمل، وحركة الجنين، وحتى وقت قياس النبض. في الشهر الثالث، يكون معدل ضربات قلب الجنين بشكل عام أسرع مما سيكون عليه في مراحل متقدمة من الحمل، ولا يوجد فرق ثابت وموثوق بين الجنسين.

نمو الشعر والأظافر

تُشير بعض المعتقدات الشعبية إلى أن المرأة التي تحمل بولد قد تلاحظ نموًا أسرع وأكثر كثافة لشعرها وأظافرها. يُعتقد أن الهرمونات الذكرية تلعب دورًا في هذا التغيير. بينما قد تشعر بعض النساء بهذا التغيير، إلا أنه ليس علامة مؤكدة، حيث أن نمو الشعر والأظافر يتأثر بالعديد من العوامل الهرمونية والغذائية التي تمر بها المرأة خلال فترة الحمل بشكل عام.

الشعور بحرارة الجسم

بعض الأمهات يتحدثن عن شعورهن المتزايد بالحرارة، خاصة في الأطراف، عند حملهن بولد. يُعتقد أن زيادة معدل الأيض المرتبطة بحمل الذكور قد تساهم في هذا الشعور. مرة أخرى، هذا مجرد ملاحظة فردية ولا يمكن اعتباره مؤشرًا علميًا.

التغيرات العاطفية والنفسية: كيف تتأثر الأم؟

بالإضافة إلى التغيرات الجسدية، يمر الشهر الثالث من الحمل بتغيرات عاطفية ونفسية ملحوظة، والتي قد لا تكون مرتبطة بشكل مباشر بجنس الجنين، ولكنها جزء لا يتجزأ من تجربة الحمل.

تقلبات المزاج والمشاعر

تظل تقلبات المزاج شائعة في الشهر الثالث، وقد تستمر في التأثير على الأم. التغيرات الهرمونية، بالإضافة إلى القلق والترقب، يمكن أن تؤدي إلى شعور بالحزن، الفرح، أو الانفعال السريع. هذه التقلبات طبيعية جدًا في هذه المرحلة.

زيادة مستوى الطاقة (بعد تجاوز الوحام)

إذا كانت الأم قد عانت من غثيان الصباح والوحام في الشهرين الأولين، فقد تبدأ في الشعور ببعض التحسن وزيادة في مستوى الطاقة في الشهر الثالث. هذا يسمح لها بالشعور بقدر أكبر من الراحة والاستمتاع بالحمل.

الشعور بالارتباط بالجنين

مع نمو الجنين وتطوره، تبدأ الأم في الشعور بارتباط أعمق به. قد تبدأ في التحدث إليه، أو التفكير في مستقبله، أو شراء بعض الملابس له. هذه المشاعر طبيعية وتدل على بداية العلاقة الأمومية.

متى يمكن التأكد من جنس الجنين؟

من المهم التأكيد على أن جميع العلامات المذكورة أعلاه هي مجرد توقعات ومعتقدات شعبية، ولا يمكن الاعتماد عليها لتحديد جنس الجنين بشكل قاطع. الطريقة الوحيدة المؤكدة لمعرفة جنس المولود هي من خلال الفحوصات الطبية المتخصصة.

الفحص بالموجات فوق الصوتية (السونار)

عادةً ما يكون الفحص بالموجات فوق الصوتية الذي يتم إجراؤه بين الأسبوع 18 و 20 من الحمل هو الطريقة الأكثر شيوعًا لتحديد جنس الجنين. في هذه المرحلة، تكون الأعضاء التناسلية قد تطورت بما يكفي لتكون مرئية بوضوح. في بعض الحالات، قد يتمكن الطبيب من تحديد الجنس في وقت أبكر، لكن هذا يعتمد على وضعية الجنين ووضوح الصورة.

الفحوصات الوراثية

هناك أيضًا فحوصات وراثية متقدمة، مثل بزل السلى (Amniocentesis) أو فحص الزغابات المشيمية (CVS)، والتي يمكن إجراؤها في وقت مبكر من الحمل لتحديد جنس الجنين، بالإضافة إلى الكشف عن بعض الاضطرابات الوراثية. ومع ذلك، فإن هذه الفحوصات غالبًا ما تكون مخصصة للحالات التي تستدعيها ضرورة طبية.

خاتمة: الاستمتاع بالرحلة بغض النظر عن التكهنات

الشهر الثالث من الحمل هو وقت مليء بالتغيرات المثيرة، سواء كانت جسدية أو عاطفية. بينما قد تستمتع بعض الأمهات بالتكهن بجنس المولود بناءً على العلامات التقليدية، يجب أن نتذكر دائمًا أن هذه مجرد توقعات. الأهم هو التركيز على صحة الأم والجنين، والاستمتاع بهذه الرحلة الفريدة نحو الأمومة. إن انتظار معرفة جنس المولود هو جزء من التشويق والجمال في الحمل، وعندما يحين الوقت المناسب، سيتم الكشف عن هذا السر بطريقة مؤكدة ومبهجة.

اترك التعليق