الرقية الشرعية كاملة لعلاج السحر والمس والعين والحسد مكتوبة

كتبت بواسطة admin
نشرت بتاريخ : الأربعاء 5 نوفمبر 2025 - 1:35 مساءً

الرقية الشرعية: شفاءٌ من الله ودواءٌ ربانيٌ للسحر والمس والعين والحسد

في رحاب الشفاء المستمد من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، تبرز الرقية الشرعية كمنهجٍ ربانيٍ أصيلٍ، وسلاحٍ فعالٍ في مواجهة الأدواء الروحية والجسدية التي قد تصيب الإنسان، لا سيما تلك المتعلقة بالسحر والمس والعين والحسد. إنها ليست مجرد ترديدٍ لآياتٍ وأدعيةٍ، بل هي استعانةٌ بالله، وتوكلٌ عليه، وإيمانٌ بقدرته على شفاء خلقه مما أصابهم. هذه المقالة ستأخذنا في رحلةٍ استكشافيةٍ عميقةٍ للرقية الشرعية، مبينةً أهميتها، وكيفية ممارستها، ومستعرضةً آياتٍ وأدعيةً مباركةً تصلح للعلاج، مع التركيز على الجانب العملي والشمولي لهذا الدواء الرباني.

مفهوم الرقية الشرعية وأهميتها

تعرّف الرقية الشرعية بأنها قراءة آياتٍ من القرآن الكريم، أو أسماء الله الحسنى وصفاته العليا، أو الأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم، مع النفث على المريض أو المكان المصاب، بنية الشفاء والاستعانة بالله. إنها تعتمد على مبدأ التداوي بالقرآن، الذي جعله الله شفاءً ورحمةً للمؤمنين.

لماذا الرقية الشرعية؟

في عالمٍ تتزايد فيه التحديات الروحية والنفسية، وتتعدد فيه أسباب القلق والوهن، تأتي الرقية الشرعية لتكون ملاذًا آمنًا ومنقذًا. فهي لا تقتصر على مجرد علاج الأعراض الظاهرة، بل تعالج الأسباب الخفية والجذور التي قد تتغلغل في النفس والجسد.

  • حماية من الشرور: تمنح الرقية الشرعية المسلم حصنًا منيعًا ضد السحر والحسد والعين، وتقييه بإذن الله من شرور الإنس والجن.
  • شفاءٌ جسديٌ وروحيٌ: تتجاوز الرقية الشرعية حدود التأثير الروحي لتصل إلى الشفاء الجسدي، حيث أثبتت التجارب الواقعية فعاليتها في تخفيف الآلام وتيسير الأمور.
  • تقوية الإيمان والتوكل: تمثل الرقية الشرعية تعبيرًا صادقًا عن الإيمان بقدرة الله المطلقة، وتعزيزًا للتوكل عليه، مما يمنح المصاب القوة والصبر والثبات.
  • تطهير النفس والروح: تساعد الرقية الشرعية على تطهير النفس من الشوائب والأحقاد، وتعيد الروح إلى صفائها ونقائها، بعيدًا عن الهموم والآلام.

آياتٌ مباركةٌ وأدعيةٌ نبويةٌ للرقية

تتنوع آيات القرآن الكريم والأدعية النبوية التي تُقرأ في الرقية الشرعية، وكلها تحمل في طياتها نورًا وبركةً وقوةً شفائيةً عظيمةً.

آياتٌ من القرآن الكريم:

  • سورة الفاتحة: “بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿1﴾ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿2﴾ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿3﴾ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿4﴾ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴿5﴾ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿6﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴿7﴾”. وهي أعظم سورة في القرآن، وفيها شفاءٌ لجميع الأمراض.
  • آية الكرسي (البقرة: 255): “اللَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ”. لما لها من فضلٍ عظيمٍ في حفظ العبد.
  • الآيتان الأخيرتان من سورة البقرة: “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴿285﴾ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴿286﴾”. جاء في فضلهما أنهما كافيتان من شر كل شيء.
  • سورة الكافرون: “قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴿1﴾ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ﴿2﴾ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿3﴾ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ ﴿4﴾ وَلَا أَنتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ﴿5﴾ لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ﴿6﴾”. وهي براءة من الشرك.
  • سورة الإخلاص: “قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴿1﴾ اللَّهُ الصَّمَدُ ﴿2﴾ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴿3﴾ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴿4﴾”. وهي تعدل ثلث القرآن.
  • سورة الفلق: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴿1﴾ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ ﴿2﴾ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ ﴿3﴾ وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ﴿4﴾ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴿5﴾”.
  • سورة الناس: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴿1﴾ مَلِكِ النَّاسِ ﴿2﴾ إِلَـٰهِ النَّاسِ ﴿3﴾ مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ﴿4﴾ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ﴿5﴾ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴿6﴾”.
  • آيات السحر (من سورة الأعراف: 117-122، وسورة طه: 69): تُقرأ هذه الآيات لفك السحر وإبطاله، لما فيها من ذكرٍ لكيفية إلقاء السحر وبطلانه بأمر الله.

أدعية نبويةٌ مأثورةٌ:

  • “بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ دَاءٍ يُؤْذِيكَ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ، بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ”. (رواه مسلم)
  • “أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وَشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ وَأَنْ يَحْضُرُونِ”. (رواه أبو داود والترمذي)
  • “اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ، أَذْهِبِ البَأْسَ، اشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا”. (متفق عليه)
  • “بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ”. (ثلاث مرات صباحًا ومساءً)

كيفية تطبيق الرقية الشرعية

تتطلب الرقية الشرعية إخلاص النية لله، واليقين بأن الشفاء بيد الله وحده، مع اتباع الخطوات الصحيحة لضمان فعاليتها.

خطوات الرقية:

  1. الوضوء والطهارة: يُفضل الوضوء لصاحب الرقية وللمريض إن أمكن.
  2. الإخلاص والنية: يجب أن تكون النية خالصةً لله تعالى، طلباً للشفاء منه وحده.
  3. التوجه إلى القبلة: يستحب الجلوس مستقبل القبلة.
  4. القراءة بتمعنٍ وإصغاء: تقرأ الآيات والأدعية بوضوحٍ وخشوعٍ، مع تدبر معانيها.
  5. النفث: النفث هو إخراج شيءٍ من الهواء مع بصاقٍ خفيفٍ، ويُنفث على المريض أو المكان المصاب بعد قراءة الآيات أو الأدعية.
  6. التكرار: تُكرر الرقية على المريض لعدة مرات، أو على مدى أيامٍ متتالية، حسب الحاجة.
  7. اللمس: يضع الراقي يده على مكان الألم أو الوجع في جسد المريض أثناء الرقية.
  8. الدعاء والابتهال: يُكثر من الدعاء والتضرع إلى الله، طالبًا الشفاء والعافية.

نصائح هامة:

  • التوكل التام على الله: الرقية سبب، والشفاء من الله.
  • الاستمرار والمثابرة: لا تيأس إذا لم ترَ نتيجة فورية، فالشفاء يأتي بقدر الله.
  • الابتعاد عن المشعوذين والدجالين: الرقية الشرعية تكون بكتاب الله وسنة نبيه، لا بالسحر والشعوذة.
  • الحفاظ على الطاعات: الالتزام بالصلاة، وقراءة القرآن، والأذكار، تقوي المناعة الروحية.
  • الحمية من المحرمات: تجنب أكل الحرام، فإنه يمنع استجابة الدعاء.

الرقية الشرعية للسحر والمس والعين والحسد

لكل داءٍ دواء، ولكل ابتلاءٍ فرجٍ من الله. الرقية الشرعية هي العلاج الرباني الذي يلجأ إليه المسلم عند تعرضه لأذى السحر، أو تسلط الجن (المس)، أو نظرة العين الحاسدة، أو بغض الحسد.

علاج السحر:

تُركز الرقية في حالة السحر على الآيات التي تتحدث عن السحر وكيفية إبطاله، مثل آيات سورة الأعراف وطه، مع قراءة سورة البقرة كاملة، وآية الكرسي، والمعوذتين. تُقرأ هذه الآيات بنية فك السحر وإبطال مفعوله.

علاج المس:

عند الشك في الإصابة بالمس، تُقرأ آياتٌ فيها ذكرٌ للجن والشياطين، وآياتٌ فيها قوةٌ وسلطانٌ لله، مع التأكيد على آية الكرسي وسورة البقرة. يُؤمر الجن بالخروج من جسد المسلم بأمر الله، وتُقرأ آياتٌ فيها زجرٌ وتوبيخٌ لهم.

علاج العين والحسد:

تُعد سورة الفلق وسورة الناس، بالإضافة إلى آياتٍ أخرى فيها ذكرٌ للحسد، هي العلاج الأمثل للعين والحسد. يُقرأ عليها بنية التحصيص من العين والحسد، وإبطال أثرهما.

في الختام، تظل الرقية الشرعية منحةً إلهيةً، ودواءً شافيًا، وسلاحًا فعّالًا بيد كل مسلمٍ مؤمنٍ. إنها تجسيدٌ حيٌّ لقوله تعالى: “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ”. باللجوء إلى الله، والاستمساك بكتابه وسنة نبيه، يمكن للمسلم أن يجد في الرقية الشرعية النجاة والشفاء والعافية.

اترك التعليق