جدول المحتويات
مرحلة ما قبل الولادة لدى القطط: علامات وأعراض يجب الانتباه إليها
تمر القطط بفترة حمل قد تكون مصدر قلق وفرح لمربيها على حد سواء. إن فهم العلامات المبكرة واللاحقة للولادة الوشيكة أمر بالغ الأهمية لضمان سلامة الأم وصغارها. تشبه مراحل الحمل لدى القطط إلى حد كبير مراحل الحمل لدى الثدييات الأخرى، حيث تحدث تغيرات فسيولوجية وسلوكية واضحة مع اقتراب موعد الولادة. إن المراقبة الدقيقة لهذه التغيرات تمكن المربي من الاستعداد الجيد وتوفير البيئة المناسبة للولادة، والتدخل عند الضرورة.
التغيرات السلوكية: نافذة على اقتراب الولادة
تُعد التغيرات في سلوك القطة الحامل من أبرز المؤشرات على اقتراب موعد الولادة. غالبًا ما تبدأ القطة في البحث عن مكان هادئ وآمن لتضع فيه صغارها، وهو ما يعرف بـ “عش الولادة”. قد تظهر سلوكيات مثل:
البحث عن العزلة والهدوء
تبدأ القطة في الشعور بالانزعاج والرغبة في الابتعاد عن الضوضاء والنشاط. قد تتجه إلى أماكن غير معتادة مثل الخزائن، الأدراج، أو تحت الأسرة، بحثًا عن مكان يشعرها بالأمان والخصوصية. قد ترفض اللعب أو التفاعل المعتاد مع أصحابها، مفضلة قضاء وقت أطول في عزلتها.
الاهتمام المتزايد بالنظافة الشخصية
تصبح القطة أكثر حرصًا على تنظيف نفسها، خاصة منطقة البطن والأعضاء التناسلية. قد تلاحظ لعقًا متزايدًا لهذه المناطق، وهو استعداد طبيعي لتنظيف الصغار فور ولادتهم.
التغييرات في الشهية
قبل أيام قليلة من الولادة، قد تلاحظ انخفاضًا في شهية القطة. قد تأكل كميات أقل أو ترفض الطعام تمامًا. هذا الانخفاض في الشهية طبيعي، حيث يقلل الجسم من إنتاج الطاقة الموجهة للهضم لتركيزها على عملية الولادة. على النقيض من ذلك، قد تزداد شهية القطة في المراحل الأولى والمتوسطة من الحمل.
القلق والتململ
قد تظهر على القطة علامات القلق والتململ، مثل المشي ذهابًا وإيابًا، التململ في مكانها، أو إصدار أصوات مميزة (مثل المواء الحزين أو العالي). هذه السلوكيات تشير إلى أن جسمها يستعد للانقباضات الأولى.
التغيرات الجسدية: مؤشرات ملموسة
بالإضافة إلى التغيرات السلوكية، تحدث تغيرات جسدية واضحة على القطة مع اقتراب موعد الولادة. يجب على المربي مراقبة هذه التغيرات عن كثب:
التغيرات في الحلمات (الغدد الثديية)
قبل حوالي 24-48 ساعة من الولادة، غالبًا ما تنتفخ حلمات القطة وتصبح وردية اللون. قد تلاحظ أيضًا إفرازًا قليلاً من الحليب من بعض الحلمات، وهو مؤشر قوي على اقتراب الولادة.
ارتخاء عضلات البطن
مع اقتراب موعد الولادة، قد تبدو عضلات بطن القطة أكثر ارتخاءً. يصبح البطن أكثر استدارة وترهلًا، وقد تفقد القطة بعضًا من لياقتها المعهودة.
التغيرات في منطقة الحوض
قد تلاحظ تورمًا طفيفًا في منطقة الحوض، وارتخاءً في الأربطة المحيطة بعظم الحوض. هذا الارتخاء يسهل مرور الصغار أثناء الولادة.
إفرازات مهبلية
قد تلاحظ إفرازات مهبلية شفافة أو مخاطية قبل الولادة ببضع ساعات. هذه الإفرازات طبيعية وتدل على بدء عملية الولادة. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أي إفرازات ذات رائحة كريهة، لون أخضر داكن أو أحمر داكن، أو مصحوبة بنزيف شديد، حيث قد تشير إلى مشكلة صحية تتطلب تدخلًا بيطريًا.
انخفاض درجة حرارة الجسم
تُعد هذه العلامة من العلامات الأكثر دقة على اقتراب الولادة. تنخفض درجة حرارة جسم القطة (الطبيعية تتراوح بين 38.3 – 39.2 درجة مئوية) بحوالي درجة مئوية واحدة أو أكثر قبل 12-24 ساعة من الولادة. يمكن قياس درجة حرارة القطة باستخدام مقياس حرارة رقمي مخصص للحيوانات أو مقياس حرارة طبي عادي مع طرف مطاطي، مع الحرص على عدم إزعاج القطة.
علامات المخاض النشط: لحظة الحقيقة
عندما تبدأ الانقباضات القوية، تصبح علامات المخاض نشطة وواضحة:
الانقباضات الظاهرة
قد تلاحظ انقباضات واضحة في بطن القطة، حيث يبدو البطن مشدودًا ثم يرتخي. قد تصدر القطة أصواتًا أثناء الانقباضات، وقد ترفع ذيلها.
التململ الشديد والبحث عن مكان الولادة
تصبح القطة أكثر تململاً، وتقوم بالبحث المستمر عن مكان الولادة الذي اختارته. قد تقوم بحفر أو تجهيز العش بشكل مكثف.
خروج السائل الأمنيوسي
مع بداية خروج أول جرو، غالبًا ما ينفجر الكيس الأمنيوسي، مما يؤدي إلى خروج سائل شفاف أو مائل للدم. هذه علامة واضحة على أن الولادة بدأت فعليًا.
بداية خروج الجراء
قد ترى رأس الجرو أو أقدامه الأمامية تظهر من المهبل. تبدأ الأم في لعق الجرو وتنظيفه فور خروجه.
متى يجب طلب المساعدة البيطرية؟
على الرغم من أن معظم القطط تلد بشكل طبيعي دون مضاعفات، إلا أنه من الضروري معرفة متى يجب طلب المساعدة البيطرية. يجب الاتصال بالطبيب البيطري فورًا في الحالات التالية:
* استمرار المخاض النشط لأكثر من 24 ساعة دون ولادة أي جرو.
* وجود نزيف مهبلي شديد أو إفرازات ذات رائحة كريهة.
* ظهور علامات إجهاد شديد على القطة، مثل القيء المتكرر، الخمول، أو عدم الرغبة في الحركة.
* خروج جرو ميت أو مشوه.
* مرور أكثر من ساعتين بين ولادة جرو وآخر، خاصة إذا كانت القطة تبدو متعبة.
* إذا كانت القطة تعاني من أي حالة صحية مزمنة.
* إذا كانت القطة بكرًا (لم تلد من قبل)، فقد تحتاج إلى مراقبة إضافية.
إن الاستعداد المسبق، وتوفير بيئة هادئة وآمنة، والمراقبة الدقيقة لعلامات ما قبل الولادة، هي مفاتيح أساسية لضمان تجربة ولادة سلسة وآمنة لقطتك وصغارها.
