اسباب الحكة عند الحامل في الشهر السابع

كتبت بواسطة احمد
نشرت بتاريخ : الخميس 6 نوفمبر 2025 - 7:33 صباحًا

الحكة المزعجة في الشهر السابع من الحمل: فهم الأسباب والتعامل معها

تُعد فترة الحمل رحلة فريدة ومليئة بالتحولات الجسدية والنفسية، ورغم ما تحمله من بهجة وترقب، إلا أنها قد تصحبها بعض التحديات. ومن بين هذه التحديات الشائعة، تبرز الحكة التي قد تظهر بشكل مزعج، خاصة في الشهر السابع من الحمل. هذا الشعور بالضيق، وإن كان طبيعيًا في كثير من الأحيان، إلا أنه يستحق الفهم العميق لأسبابه وطرق التعامل معه لضمان راحة الأم المستقبلية وسلامة الجنين.

التغيرات الهرمونية: المحرك الأساسي للحكة

مع تقدم الحمل، تشهد المرأة تغيرات هرمونية جذرية، وتُعد هذه التغيرات هي المحرك الأساسي للكثير من الأعراض، بما في ذلك الحكة. فارتفاع مستويات هرمون الاستروجين، على سبيل المثال، يمكن أن يؤثر على صحة الجلد ويجعله أكثر حساسية وعرضة للجفاف. هذا الجفاف قد يؤدي إلى شعور بالشد والحكة، خاصة في المناطق الأكثر تمددًا في الجسم. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر الهرمونات على وظيفة الكبد، مما يؤدي إلى تراكم بعض المواد التي تسبب الحكة.

تمدد الجلد: المساهم الأكبر في الحكة الموضعية

يُعد الشهر السابع من الحمل مرحلة تشهد فيها البطن والأثداء والمناطق الأخرى نموًا سريعًا وملحوظًا. هذا التمدد الكبير للجلد، وخاصة في البطن، هو أحد الأسباب الرئيسية للحكة. مع تمدد الجلد، تتأثر الألياف المرنة والكولاجين، مما قد يسبب تهيجًا وشعورًا بالحكة. غالبًا ما تكون هذه الحكة متركزة حول منطقة البطن، وقد تزداد حدتها مع اقتراب موعد الولادة.

متلازمة الحكة الكبدية الوبائية للحمل (ICP)

تُعد هذه المتلازمة حالة خطيرة نسبيًا، وإن كانت نادرة، وتحدث عادة في الثلث الأخير من الحمل. تتميز متلازمة الحكة الكبدية الوبائية للحمل بزيادة مستويات أحماض الصفراء في دم الأم، مما يؤدي إلى حكة شديدة، خاصة في راحتي اليدين وباطن القدمين. لا تقتصر المشكلة على الأم، بل قد تشكل خطرًا على الجنين، لذلك يتطلب تشخيصها وعلاجها عناية طبية فورية.

الطفح الجلدي أثناء الحمل (PUPPP)

يُعرف هذا الطفح الجلدي أيضًا باسم “الطفح الجلدي المثير للحكة للحمل”. يبدأ عادة في البطن، على شكل بقع حمراء متكتلة، ثم قد ينتشر إلى الأثداء والفخذين. على الرغم من شدة الحكة، إلا أنه يعتبر حالة حميدة وغير ضارة للأم والجنين، وغالبًا ما يختفي بعد الولادة.

أسباب أخرى للحكة عند الحامل في الشهر السابع

لا تقتصر أسباب الحكة على ما سبق ذكره، فهناك عوامل أخرى قد تلعب دورًا:

* **الجفاف:** عدم شرب كميات كافية من الماء يمكن أن يؤدي إلى جفاف عام في الجسم، مما ينعكس على صحة الجلد ويسبب الحكة.
* **الحساسية:** قد تظهر لدى بعض الحوامل حساسية تجاه مواد جديدة، سواء كانت مستحضرات تجميل، أو ملابس جديدة، أو حتى بعض الأطعمة.
* **الإمساك:** الإمساك مشكلة شائعة في الحمل، ويمكن أن يؤدي إلى تراكم السموم في الجسم، مما قد يسبب حكة عامة.
* **التهاب الجلد التأتبي (الإكزيما):** إذا كانت الأم تعاني من الإكزيما قبل الحمل، فقد تتفاقم الأعراض خلال فترة الحمل.
* **الأمراض الجلدية الأخرى:** بعض الأمراض الجلدية مثل الصدفية أو التهابات الجلد الفطرية قد تظهر أو تتفاقم خلال الحمل.
* **التهاب المسالك البولية:** في بعض الحالات، يمكن أن يتسبب التهاب المسالك البولية في شعور بالحكة، خاصة في منطقة العجان.

استراتيجيات فعالة للتعامل مع الحكة

يُعد تخفيف الشعور بالحكة أولوية لضمان راحة الأم. لحسن الحظ، هناك العديد من الاستراتيجيات التي يمكن اتباعها:

العناية بالبشرة وترطيبها

* **الترطيب المستمر:** استخدمي مرطبًا لطيفًا وخاليًا من العطور بعد الاستحمام مباشرة، مع التركيز على المناطق الجافة والمصابة بالحكة. الكريمات أو الزيوت الطبيعية مثل زيت جوز الهند أو زبدة الشيا قد تكون مفيدة جدًا.
* **الاستحمام بماء فاتر:** تجنبي الماء الساخن قدر الإمكان، فهو يزيد من جفاف البشرة. استخدمي ماءً فاترًا أو باردًا.
* **استخدام غسول لطيف:** اختاري غسولًا للجسم خاليًا من الصابون والمواد الكيميائية القاسية.

تغييرات في نمط الحياة

* **شرب كميات كافية من الماء:** حافظي على رطوبة الجسم بشرب الكثير من الماء والسوائل الصحية.
* **تجنب الملابس الضيقة:** ارتدي ملابس فضفاضة مصنوعة من أقمشة طبيعية تسمح للبشرة بالتنفس، مثل القطن.
* **تجنب المهيجات:** تعرفي على المواد التي قد تثير الحكة لديك وتجنبيها، مثل العطور القوية أو بعض أنواع المنظفات.
* **التحكم في درجة حرارة الغرفة:** حافظي على برودة الغرفة وتجنبي الحرارة المرتفعة والرطوبة الشديدة.

علاجات منزلية وطبيعية

* **كمادات باردة:** وضع كمادات باردة على المناطق المصابة بالحكة يمكن أن يوفر راحة فورية.
* **الشوفان:** إضافة دقيق الشوفان إلى ماء الاستحمام يمكن أن يساعد في تهدئة البشرة المتهيجة.
* **زيت النعناع:** بتركيز مخفف، يمكن لزيت النعناع أن يوفر شعورًا بالبرودة والراحة.

متى يجب استشارة الطبيب؟

على الرغم من أن الحكة غالبًا ما تكون عرضًا طبيعيًا، إلا أنه من الضروري استشارة الطبيب أو أخصائي النساء والتوليد في الحالات التالية:

* **الحكة الشديدة جدًا:** التي تؤثر على النوم أو الأنشطة اليومية.
* **ظهور طفح جلدي أو بثور:** خاصة إذا كانت مصحوبة بألم أو تورم.
* **وجود اصفرار في الجلد أو بياض العينين:** قد يشير ذلك إلى مشكلة في الكبد.
* **الشعور بحركات أقل للجنين:** في حال وجود قلق بشأن صحة الجنين.
* **استمرار الحكة لفترة طويلة أو تفاقمها:** على الرغم من محاولات العلاج المنزلية.

إن فهم أسباب الحكة خلال الشهر السابع من الحمل هو الخطوة الأولى نحو التعامل معها بفعالية. من خلال اتباع النصائح المذكورة أعلاه، يمكن للأم المستقبلية أن تمر بهذه المرحلة بسلام وراحة أكبر، مستمتعة برحلة الحمل دون أن تطغى عليها الآلام المزعجة.

الأكثر بحث حول "اسباب الحكة عند الحامل في الشهر السابع"

اترك التعليق