اسباب الحكة عند الحامل في الشهر الخامس

كتبت بواسطة صفاء
نشرت بتاريخ : الخميس 6 نوفمبر 2025 - 7:33 صباحًا

اسباب الحكة المزعجة عند الحامل في الشهر الخامس: دليل شامل

تشكل فترة الحمل رحلة فريدة ومليئة بالتغييرات الجسدية والعاطفية للمرأة، وغالباً ما تكون مصحوبة ببعض التحديات الصحية التي تتطلب فهماً ووعياً. في الشهر الخامس من الحمل، وهو بداية الثلث الثاني من الرحلة، تبدأ التغيرات في الظهور بشكل أوضح، ومن بين هذه التغيرات الشائعة التي قد تواجهها العديد من الحوامل هي ظاهرة الحكة. قد تكون هذه الحكة مزعجة، بل ومؤلمة في بعض الأحيان، وتختلف أسبابها وشدتها من امرأة لأخرى. إن فهم الأسباب الكامنة وراء هذه الحكة هو الخطوة الأولى نحو إيجاد الحلول المناسبة والتخفيف من حدتها، مما يساهم في مرور هذه الفترة بأكبر قدر ممكن من الراحة.

التغيرات الهرمونية: المحرك الرئيسي للحكة

تُعد التغيرات الهرمونية الهائلة التي تحدث في جسم المرأة الحامل هي السبب الأساسي وراء العديد من الأعراض، بما في ذلك الحكة. في الشهر الخامس، تصل مستويات هرمونات معينة، مثل الإستروجين والبروجستيرون، إلى ذروتها. هذه الهرمونات تلعب دوراً حيوياً في دعم الحمل وتطور الجنين، ولكنها في الوقت ذاته تؤثر على الجلد بطرق مختلفة.

جفاف الجلد وتمدده

مع تزايد حجم البطن وتمدد الجلد لمواكبة نمو الجنين، يصبح الجلد أكثر عرضة للجفاف. الهرمونات تلعب دوراً في تغيير طبيعة البشرة، مما يجعلها تفقد رطوبتها بسهولة أكبر. هذا الجفاف المتزايد يؤدي إلى شعور بالشد والتقشر، مما يترجم إلى حكة مستمرة. تزداد هذه الحكة عادة في المناطق التي تتعرض لأكبر قدر من التمدد، مثل البطن، والفخذين، والصدر.

تغيرات في مستويات الأستروجين

يرتبط ارتفاع مستويات الأستروجين في الحمل بزيادة تدفق الدم إلى الجلد، مما قد يسبب توسع الشعيرات الدموية الدقيقة. هذا التوسع، بالإضافة إلى التغيرات في تركيب الجلد نفسه، يمكن أن يؤدي إلى تهيج وحكة. في بعض الحالات، قد تؤثر هذه التغيرات الهرمونية على إنتاج الزيوت الطبيعية للبشرة، مما يزيد من جفافها وبالتالي الشعور بالحكة.

أسباب جلدية محددة مرتبطة بالحمل

بالإضافة إلى التغيرات الهرمونية العامة، هناك بعض الحالات الجلدية التي تنشأ خصيصاً أثناء الحمل وتسبب الحكة.

الشرى الحملي (Urticarial Papules and Plaques of Pregnancy – PUPPP)

تُعتبر هذه الحالة من أكثر أسباب الحكة شيوعاً في أواخر الحمل، وغالباً ما تبدأ في الظهور في الثلث الثالث، ولكنها قد تظهر مبكراً في بعض الحالات، بما في ذلك الشهر الخامس. تتميز بظهور طفح جلدي أحمر اللون، يشبه خلايا النحل، وغالباً ما يبدأ على البطن، خاصة حول علامات التمدد، ثم ينتشر إلى مناطق أخرى مثل الفخذين والأرداف. هذه البثور شديدة الحكة وتسبب إزعاجاً كبيراً.

الشرى الحطاطي الحملي (Pruritic Urticarial Papules and Plaques – PUPPP)

في بعض الأحيان، يتم الخلط بين الشرى الحملي والشرى الحطاطي الحملي، وهما مصطلحان يشيران إلى نفس الحالة تقريباً. الهدف الأساسي هو فهم أنها حالة جلدية حميدة مرتبطة بالحمل تسبب حكة شديدة.

الركود الصفراوي داخل الكبد الحملي (Intrahepatic Cholestasis of Pregnancy – ICP)

على الرغم من أن هذا المرض غالباً ما يظهر في الثلث الثالث من الحمل، إلا أنه من المهم جداً معرفته كسبب محتمل للحكة الشديدة. في هذه الحالة، يحدث تباطؤ في تدفق الصفراء من الكبد. يؤدي تراكم أملاح الصفراء في الدم إلى حكة شديدة، غالباً ما تكون في راحتي اليدين وباطن القدمين، ولكنها قد تنتشر في جميع أنحاء الجسم. هذه الحالة تتطلب تشخيصاً طبياً دقيقاً وعلاجاً فورياً لأنها قد تؤثر على صحة الجنين.

عوامل أخرى مساهمة في الحكة

قد تساهم عوامل أخرى، سواء كانت مرتبطة بالحمل مباشرة أو لا، في تفاقم مشكلة الحكة.

الحساسية تجاه منتجات العناية بالبشرة

قد تصبح بشرة الحامل أكثر حساسية خلال فترة الحمل، مما يجعلها أكثر عرضة للتفاعلات مع بعض أنواع الصابون، أو اللوشن، أو الملابس المصنوعة من مواد صناعية. قد تحتوي هذه المنتجات على مواد كيميائية أو عطور تسبب تهيجاً للبشرة وتؤدي إلى الحكة.

الملابس الضيقة

ارتداء الملابس الضيقة، وخاصة تلك المصنوعة من الأقمشة غير الطبيعية، يمكن أن يسبب احتكاكاً مع الجلد ويزيد من تهيجه، مما يؤدي إلى الشعور بالحكة.

التغيرات الغذائية

بعض التغيرات في النظام الغذائي قد تؤثر على صحة الجلد. في حين أن النظام الغذائي المتوازن ضروري للحمل، فإن نقص بعض الفيتامينات أو المعادن قد يؤثر على مرونة الجلد وقدرته على الاحتفاظ بالرطوبة.

الحالة النفسية والإجهاد

يمكن أن يؤدي الإجهاد والقلق، وهما شائعان أثناء الحمل، إلى تفاقم الحكة. العلاقة بين العقل والجسد قوية، ويمكن للتوتر أن يزيد من استجابة الجسم للتهيج.

نصائح للتخفيف من الحكة

من المهم استشارة الطبيب لتحديد السبب الدقيق للحكة، خاصة إذا كانت شديدة أو مصحوبة بأعراض أخرى. ومع ذلك، هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتخفيف من الحكة في المنزل:

* **الترطيب المنتظم:** استخدام مرطبات لطيفة وغير معطرة عدة مرات في اليوم، خاصة بعد الاستحمام، يساعد في الحفاظ على رطوبة البشرة.
* **الاستحمام بماء فاتر:** تجنب الماء الساخن الذي يمكن أن يجفف البشرة ويزيد من الحكة.
* **استخدام صابون لطيف:** اختيار صابون خالٍ من العطور والمواد الكيميائية القاسية.
* **ارتداء ملابس فضفاضة:** تفضيل الملابس المصنوعة من الأقمشة الطبيعية مثل القطن.
* **تجنب مثيرات الحساسية:** التعرف على أي منتجات أو مواد تسبب الحكة وتجنبها.
* **استخدام كمادات باردة:** قد تساعد الكمادات الباردة في تهدئة الجلد الملتهب.
* **تجنب حك الجلد:** على الرغم من صعوبة ذلك، إلا أن الحك يمكن أن يزيد من التهيج والالتهاب.

إن فهم الأسباب المتعددة للحكة عند الحامل في الشهر الخامس هو مفتاح التعامل مع هذه المشكلة بفعالية. بالتعاون مع فريق الرعاية الصحية واتباع النصائح المناسبة، يمكن تقليل الإزعاج والاستمتاع بهذه المرحلة الجميلة من الحياة.

الأكثر بحث حول "اسباب الحكة عند الحامل في الشهر الخامس"

اترك التعليق