كيف أتخلص من الإمساك بعد الولادة

كتبت بواسطة ياسر
نشرت بتاريخ : الثلاثاء 4 نوفمبر 2025 - 9:56 مساءً

التغلب على الإمساك بعد الولادة: دليل شامل للتعافي

يمثل الإمساك بعد الولادة تحدياً شائعاً تواجهه العديد من الأمهات الجدد، وهو غالباً ما يكون نتيجة لتغيرات جسدية وهرمونية بالإضافة إلى التغييرات في نمط الحياة. فترة ما بعد الولادة هي رحلة تعافٍ تتطلب اهتماماً خاصاً بصحة الأم، والإمساك أحد الجوانب التي يمكن أن تؤثر سلباً على رفاهيتها وتجعل تجربتها أكثر صعوبة. لحسن الحظ، هناك العديد من الاستراتيجيات الفعالة التي يمكن اتباعها للتغلب على هذه المشكلة المزعجة واستعادة الراحة.

فهم أسباب الإمساك بعد الولادة

لفهم كيفية التخلص من الإمساك، من الضروري أولاً التعرف على الأسباب الكامنة وراء حدوثه في هذه المرحلة الحرجة من حياة المرأة.

التغيرات الهرمونية

خلال فترة الحمل وبعد الولادة، تشهد المرأة تقلبات هرمونية كبيرة. التغيرات في مستويات هرمون البروجسترون، الذي يساعد على إرخاء العضلات الملساء في الجسم، يمكن أن تبطئ حركة الأمعاء، مما يؤدي إلى الإمساك.

التخدير والمسكنات

في كثير من الأحيان، يتم استخدام مسكنات الألم، وخاصة المواد الأفيونية، للتحكم في الألم بعد الولادة، سواء كانت الطبيعية أو القيصرية. هذه الأدوية معروفة بتأثيرها الجانبي المتمثل في التسبب بالإمساك عن طريق إبطاء حركة الأمعاء.

قلة الحركة

التعافي من الولادة، وخصوصاً الولادة القيصرية، قد يتطلب فترة من الراحة والحد من النشاط البدني. قلة الحركة يمكن أن تؤدي إلى تباطؤ حركة الجهاز الهضمي، وزيادة احتمالية حدوث الإمساك.

التغيرات الغذائية

قد تلجأ بعض الأمهات إلى تغييرات في نظامهن الغذائي، إما بسبب صعوبة المضغ والبلع في الأيام الأولى، أو بسبب الآلام، أو حتى بسبب التركيز على العوامل الغذائية المتعلقة بالرضاعة الطبيعية. نقص الألياف والسوائل في النظام الغذائي هو سبب رئيسي للإمساك.

الضغط النفسي

إن التغيرات الكبيرة في الحياة، وقلة النوم، والمسؤوليات الجديدة كأم، يمكن أن تضع ضغطاً نفسياً كبيراً على الأم. الإجهاد والقلق يمكن أن يؤثرا سلباً على وظائف الجهاز الهضمي.

بعض المكملات الغذائية

بعض الفيتامينات والمكملات الغذائية التي تتناولها الأمهات بعد الولادة، مثل مكملات الحديد، يمكن أن تتسبب في الإمساك كأثر جانبي.

استراتيجيات فعالة للتخلص من الإمساك

تتطلب معالجة الإمساك بعد الولادة نهجاً شاملاً يجمع بين التغييرات في نمط الحياة، والنظام الغذائي، وفي بعض الحالات، استشارة طبية.

التركيز على النظام الغذائي الغني بالألياف

تعتبر الألياف الغذائية حجر الزاوية في الوقاية من الإمساك وعلاجه. فهي تضيف حجماً إلى البراز وتسهل مروره عبر الأمعاء.

##### زيادة تناول الفواكه والخضروات

يجب أن يشمل النظام الغذائي كميات وفيرة من الفواكه مثل التوت، التفاح، الكمثرى، والخوخ، وكذلك الخضروات الورقية، البروكلي، والجزر. هذه الأطعمة غنية بالألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان.

##### اختيار الحبوب الكاملة

استبدال الحبوب المكررة بالحبوب الكاملة مثل خبز القمح الكامل، الأرز البني، الشوفان، والكينوا، يوفر كمية أكبر من الألياف.

##### دمج البقوليات والمكسرات

يمكن إضافة العدس، الفول، الحمص، بالإضافة إلى حفنة من المكسرات والبذور (مثل بذور الشيا وبذور الكتان) إلى النظام الغذائي لزيادة محتوى الألياف.

شرب كميات كافية من السوائل

الترطيب الجيد يلعب دوراً حيوياً في عمل الأمعاء، خاصة عند زيادة تناول الألياف.

##### الماء هو الأساس

يجب أن يكون شرب الماء هو الخيار الأساسي. تهدف الأم إلى شرب ما لا يقل عن 8-10 أكواب من الماء يومياً، وقد تزيد الكمية بشكل أكبر إذا كانت ترضع طبيعياً.

##### السوائل الدافئة والمسهلة

يمكن أن تساعد المشروبات الدافئة مثل شاي الأعشاب (مثل البابونج أو النعناع) على استرخاء عضلات الأمعاء. بعض العصائر الطبيعية، مثل عصير البرقوق، معروفة بتأثيرها الملين.

ممارسة النشاط البدني بانتظام (بالقدر الممكن)

حتى النشاط البدني الخفيف يمكن أن يحفز حركة الأمعاء ويساعد على تخفيف الإمساك.

##### المشي اليومي

البدء بالمشي لمسافات قصيرة يومياً، وزيادة المدة والمسافة تدريجياً حسب قدرة الأم على التحمل، يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً.

##### تمارين قاع الحوض

تمارين كيجل، بالإضافة إلى تمارين التمدد الخفيفة، يمكن أن تساعد في تحسين الدورة الدموية وتقوية عضلات البطن والحوض، مما يدعم وظيفة الأمعاء.

استخدام الملينات الطبيعية والمكملات الغذائية بحذر

في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة لدعم إضافي.

##### الملينات المعتمدة على الألياف

مثل تلك التي تحتوي على بذور القطونة (Psyllium)، وهي آمنة بشكل عام خلال فترة ما بعد الولادة، ولكن يجب تناولها مع كمية كبيرة من السوائل.

##### الملينات التناضحية

مثل ماكروجول (Macrogol)، والتي تعمل عن طريق سحب الماء إلى الأمعاء لتليين البراز، غالباً ما تعتبر آمنة أثناء الرضاعة الطبيعية، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل الاستخدام.

##### زيت الخروع وزيت البرافين

هذه الملينات الشرجية يمكن أن توفر راحة سريعة، ولكن لا ينصح باستخدامها بشكل روتيني بسبب احتمال حدوث تقلصات وآثار جانبية أخرى.

##### تجنب الملينات المنشطة

مثل البيساكوديل (Bisacodyl) أو السينامون (Senna)، إلا إذا نصح بها الطبيب، لأنها يمكن أن تسبب تقلصات قوية واضطراباً في توازن الكهارل.

تعديل نمط الحياة وتقنيات الاسترخاء

التوتر والقلق يمكن أن يؤثرا بشكل كبير على صحة الجهاز الهضمي.

##### إعطاء الجسم الوقت الكافي

عند الشعور بالحاجة إلى التبرز، يجب عدم تأجيل ذلك. إعطاء الجسم الوقت الكافي والصحيح في الحمام يمكن أن يساعد في تجنب الإمساك.

##### ممارسة تقنيات الاسترخاء

التأمل، التنفس العميق، أو الاستماع إلى الموسيقى الهادئة يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر وتعزيز استرخاء الجسم، بما في ذلك الجهاز الهضمي.

متى يجب استشارة الطبيب؟

على الرغم من أن الإمساك شائع، إلا أن هناك حالات تتطلب تدخلاً طبياً.

##### استمرار الإمساك رغم اتباع الإجراءات

إذا لم تتحسن الحالة بعد أسبوعين من اتباع النصائح المذكورة أعلاه.

##### وجود دم في البراز

ظهور دم أحمر فاتح أو داكن في البراز.

##### ألم شديد

إذا كان الإمساك مصحوباً بألم شديد في البطن أو المستقيم.

##### صعوبة شديدة في الإخراج

الشعور بانسداد كامل أو صعوبة بالغة في تمرير البراز.

##### تغير مفاجئ في عادات الأمعاء

إذا كانت الأم تعاني من مشاكل معتادة في الإخراج، ثم حدث تغير مفاجئ في هذه العادات.

الخلاصة

يعتبر التحول إلى الأمومة تجربة رائعة، ولكن التحديات الجسدية مثل الإمساك بعد الولادة هي جزء لا يتجزأ من هذه الرحلة. من خلال تبني نظام غذائي غني بالألياف، وشرب كميات كافية من السوائل، والحفاظ على نشاط بدني منتظم حسب القدرة، والاستعانة بتقنيات الاسترخاء، يمكن للأمهات التغلب بفعالية على هذه المشكلة. لا تترددي في طلب المساعدة الطبية عند اللزوم، فصحتك وراحتك لها الأولوية القصوى في هذه المرحلة. تذكري أن هذه المرحلة مؤقتة، ومع العناية الصحيحة، ستعودين إلى طبيعتك وتشعرين بالتحسن.

الأكثر بحث حول "كيف أتخلص من الإمساك بعد الولادة"

اترك التعليق